أكد أحد نشطاء الطائفة الإسماعيلية الشيعية – في منطقة نجران على الحدود اليمنية – أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، استجاب أخيراً لمطالبهم، وقرر منحهم قطعة أرض بالمجان. بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" وتسعى السلطات السعودية لتحسين الأمن على الحدود مع اليمن.
وتعتبر منطقة نجران – المحادة لليمن – ذات أغلبية شيعية إسماعيلية، وكثيراً ما أشتكوا من التمييز ضدهم ومن تردي أوضاعهم المعيشية في البلاد ذات الأغلبية السنية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية - في ساعة متأخرة الأحد - إن العاهل السعودي الملك عبد الله قرر تخصيص 1200 كيلومتر مربع لأهالي نجران.
وهي الخطوة التي اعتبر دبلوماسيون إن هدفها تعزيز الأمن ومحاربة الجريمة.
وقال محمد العسكر وهو ناشط بارز في طائفة الشيعة الإسماعيلية إن القرار وافق "مطلبا رئيسيا" قدم للعاهل السعودي في عريضة قبل عامين. وأضاف إن 40 ألفا من أهالي نجران كانوا ينتظرون الأراضي. وبعضهم ينتظر منذ عشرين عاما.
وقال عسكر لرويترز إن الملك عبد الله استجاب لتطلعات أهالي نجران. وأضاف أن القرار سيحسن مستوى معيشة أهالي نجران. وأشار إلى أن أهالي نجران يحتفلون منذ الصباح بالقرار.
وتزامنت هذه الخطوة مع زيارة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للبلاد لإجراء محادثات مع الملك عبد الله. وقالت وسائل الإعلام السعودية إن المحادثات بين الزعيمين تتضمن بحث موضوع الإرهاب.
فيما أعتقد آخرون أن اللقاء تطرق لكافة المسائل التي تهم البلدين، وأمنهما، وأنه لم يستثني تناول مواضيع تتعلق بالمصالح المشتركة على ضوء الأحداث الأخيرة بما فيها قضية الحراك في المناطق الجنوبية اليمنية، وقضية الحرب في صعدة بين القوات الحكومية اليمنية والحوثيين الذين ينتمون للطائفة الشيعية.
وشن تنظيم القاعدة هجمات في اليمن على مدى العام الماضي. وفي إبريل قالت وزارة الداخلية السعودية إنها اعتقلت 11 من المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة كانوا يختبئون في منطقة جبلية قريبة من اليمن. واتهمتهم بالتخطيط لشن هجمات.
ونفذ تنظيم القاعدة سلسلة من التفجيرات في السعودية بين عامي 2003 و2006. وأعربت المملكة عن قلقها من أنها ستستخدم اليمن في إعادة شن حملتها.
وفي ضوء العداء الطبيعي بين شيعة نجران وتنظيم القاعدة السني فإن محللين ودبلوماسيين يقولون إن توزيع الأراضي سيساعد في ردعهم عن اللجوء إلى أنشطة أخرى غير قانونية مثل التهريب. وتشترك السعودية واليمن في حدود جبلية وعرة وطويلة. وتمر منها كل عمليات التهريب من تهريب الحجاج غير الشرعيين إلى تهريب المخدرات والسلاح.
وفي العام الماضي أزاح العاهل السعودي محافظ نجران بعدما اشتكى الشيعة الإسماعيلية بشأن جهوده لتوطين سنة من أصل يمني وإعطائهم مساكن ووظائف في مسعى لزيادة تهميش الشيعة الإسماعيلية.. واندلعت اشتباكات عنيفة في عام 2000 بين المئات من أفراد هذه الطائفة من جهة والشرطة من جهة أخرى في نجران.
وفي الأسبوع الماضي طلب نحو 181 مواطنا من أبناء هذه الطائفة من محافظ نجران الجديد وهو ابن للملك بإرضاء أهالي المنطقة الفقيرة من خلا ل إنهاء التمييز وتحسين ظروف المعيشة. وأوردت وسائل الإعلام السعودية خططا من أجل تحسين البنية الأساسية في نجران وستنشئ الحكومة منطقة صناعية في منطقة جيزان القريبة من نجران من أجل خلف فرص عمل في الجنوب الفقير نسبيا.