قالت مصادر حوثية، إن المملكة العربية السعودية تجري مناورات عسكرية مكثفة منذ يومين في المناطق السعودية المتاخمة لمنطقة شدا بالضيعة في صعدة وهي المنطقة التي يتمركز فيها الحوثيين . ونقلت تلك المصادر عن شهود عيان مشاهدتهم لتحركات كثيفة للطيران الجوي السعودي، بالإضافة سماع دوي القذائف الدبابات والمدفعية . وقال المصدر الحوثي، "إن المملكة قلقة جداً من سيطرة الحوثيين على المناطق الحدودية خاصة وأن الحد الفاصل بين البلدين هي مناطق سكانية كثيفة تخاف من تأثر المواطنين هناك بخطاب الحوثيين من خلال توزيع منشورات الثقافة القرآنية وملازم تشمل محاضرات حسين بدر الدين الحوثي". وتخوف الحوثيين من أن يؤدي القلق السعودي إلى دفع السلطات اليمنية لشن حرب سادسة على الحوثيين لتقليص تواجدهم أو إبعادهم من على الحدود . وكانت السعودية قد منحت الطائفة الاسماعيلية الشيعية – في منطقة نجران على الحدود اليمنية – مطلع يونيو الماضي أراض مجاناً . وأكد أحد نشطاء الطائفة الإسماعيلية الشيعية أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، استجاب أخيراً لمطالبهم، وقرر منحهم قطعة أرض بالمجان. بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" في ذلك الوقت . وتسعى السلطات السعودية لتحسين الأمن على الحدود مع اليمن. وتعتبر منطقة نجران – المحادة لليمن – ذات أغلبية شيعية إسماعيلية، وكثيراً ما أشتكوا من التمييز ضدهم ومن تردي أوضاعهم المعيشية في البلاد ذات الأغلبية السنية. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن العاهل السعودي الملك عبد الله قرر تخصيص 1200 كيلومتر مربع لأهالي نجران. وهي الخطوة التي اعتبر دبلوماسيون إن هدفها تعزيز الأمن ومحاربة الجريمة.
وقال محمد العسكر وهو ناشط بارز في طائفة الشيعة الإسماعيلية إن القرار وافق "مطلبا رئيسيا" قدم للعاهل السعودي في عريضة قبل عامين. وأضاف إن 40 ألفا من أهالي نجران كانوا ينتظرون الأراضي. وبعضهم ينتظر منذ عشرين عاما. وتزامنت تلك الخطوة مع زيارة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للبلاد مطلع يونيو لإجراء محادثات مع الملك عبد الله. وقالت وسائل الإعلام السعودية إن المحادثات بين الزعيمين تتضمن بحث موضوع الإرهاب. فيما أعتقد آخرون أن اللقاء تطرق لكافة المسائل التي تهم البلدين، وأمنهما، وأنه لم يستثني تناول مواضيع تتعلق بالمصالح المشتركة على ضوء الأحداث الأخيرة بما فيها قضية الحراك في المناطق الجنوبية اليمنية، وقضية الحرب في صعدة بين القوات الحكومية اليمنية والحوثيين الذين ينتمون للطائفة الشيعية. وفي العام الماضي أزاح العاهل السعودي محافظ نجران بعدما اشتكى الشيعة الإسماعيلية بشأن جهوده لتوطين سنة من أصل يمني وإعطائهم مساكن ووظائف في مسعى لزيادة تهميش الشيعة الإسماعيلية.. واندلعت اشتباكات عنيفة في عام 2000 بين المئات من أفراد هذه الطائفة من جهة والشرطة من جهة أخرى في نجران.