كانت جمعية الإصلاح الإجتماعية الخيرية مؤسسة خيرية عملاقة، تعمل بعيداً عن أي أجندة سياسية، تأسست بالمناسبة في ثمانينات القرن الماضي قبل تأسيس حزب الإصلاح، علي يد المرحوم طارق ابو لحوم وآخرين. كانت في رمضان وغيره تكفل عشرات الآلاف من الأسر وأكبر داعم لها كانوا أولاد هائل سعيد وبقية الخيرين في اليمن. هذه السنة، المؤسسة مغلقة ومنهوبة من قبل من يعتبرون أنفسهم "عيال النبي" وجنودهم.
كان العمل الخيري يمسح علي رؤوس فقراء اليمن وكانت الجمعيات والأشخاص المؤثرين يقومون بدورا عظيما في تخفيف أوجاع الناس .. هذه السنة لا أحد.
أغلقت الجمعيات وطرد أهل الخير بتهم تتعلق ب"الدعششة" و"البقدش دافي".. اللصوص أغلقوا كل شيء جميل، وبقي فقراء اليمن بلا سند وبلا يد عون تمتد إليهم.
كل هذا ويأتي اللصوص والقتلة ليعملوا محدثين عن الكرامة والكلام الفارغ .. مئات الآلاف من الأسر تتضور جوعاً بسببكم يا قرود.
كلما تذكرت هؤلاء تخنقني غصة بحجم وجع اليمن الممتد، قصص كثيرة أسمعها من تجار يقدمون إلي ماليزيا، يحدثوننا عن إغلاق تجارتهم ومؤسساتهم منذ 21 سبتمبر، عن الأسر التهامية التي فقدت قوتها، والتي كانت تبيع الفواكه، تبيع الجلود.
كل هؤلاء أصبحوا علي رصيف الحياة القاسي بينما الجماعة المجرمة تأكل موازنة البلد وتمول حربها ضد اليمنيين بأموالهم وأقوات أطفالهم.