منذ منتصف العام الماضي 2009م، دخلت شركة تويوتا لصناعة السيارات دوامة الأخطاء الصناعية التي ظهرت في موديلاتها الجديدة. كانت البداية من السيارات الأمريكية حين اكتشف الخطأ واضطرت الشركة الأكبر في العالم في مجال إنتاج وبيع السيارات لاستعادة مئات الآلاف من السيارات بعد أن تم التأكد من خطورة تلك الأخطاء التي كانت مرتبطة مباشرة بدواسة البنزين. تداعت المشكلة في جميع الأسواق حول العالم، وكان عاما أسود بالنسبة لشركة تويوتا حين تراجعت مبيعاتها بشكل غير مسبوق. تعاملت الشركة ووكلاؤها مع القضية بشفافية كبيرة خلافا للطريقة التي تم التعامل بها مع القضية في اليمن والشرق الأوسط، وظل وكلاء تويوتا في المنطقة يتحدثون عن خلو الأسواق من سيارات تحمل هذه العيوب باستثناء عدد محدود. قال وكيل تويوتا في اليمن في وقت سابق أنه تم إنزال مندوبين لفحص الموديلات التي كانت تحمل هذه الأخطاء.
لكن تساؤلات زبائن سيارات تويوتا في السوق اليمنية ومخاوفهم ظلت قائمة من عيوب في سياراتهم هي الطريق المحقق للموت في أغلب الأحيان.. وفي هذه المساحة حاول موقع المصدر أونلاين الاستيضاح من عيدروس بازرعة الرئيس التنفيذي للمركز التجاري للسيارات وكيل تويوتا في اليمن- عن هذه المشكلة والمعالجات التي تم اتخاذها بهذا الشأن.. والذي جدد التقليل من حجم المشكلة وقال إنها وجدت في ما لا يزيد عن 150سيارة، وتم استبدال القطع التي كانت تحمل عيباً تصنيعياً..
أعلنت مجموعة تويوتا لصناعة السيارات الأسبوع الماضي أنها علقت بيع سيارة "ليكزس جي إكس 460" في كل أنحاء العالم. ما هي هذه الأخطاء؟ وهل دخل هذا الموديل إلى السوق اليمنية؟ أولا.. الأخطاء غير معروفة، ولكن الشركة قررت وقف المبيعات لحين التقصي عن أسباب المشكلة.
الحكومة أنزلت لجنة برئاسة وزير الصناعة ألزمتكم بتوفير معلومات عن موديلات استوردت وفيها عيوب صناعية؟ الحكومة لابد أن تؤدي دورها في هذا الجانب، ونتكلم عن الموضوع القديم عن دواسة البنزين تحديداً، وهو موضوع متعلق بموديلات معينة في أمريكا، أما في الشرق الأوسط لا يوجد سوى موديلين وهما "سوكيا" و "أفلون".
بالنسبة لليمن، الموديلان حديثان وجديدان وتم استيرادهما في العام 2009م. لا توجد مشكلة في اليمن ولا في الشرق الأوسط تخص هذين الموديلين، وتم إنزال الفرق الميدانية لمن يمتلكون هذين الموديلين، وتم التأكد من علاج المشكلة. هذا كان طبعاً في بداية الأزمة. بعد ذلك حددت الشركة ما هي المشكلة، وأرسلت القطع البديلة، والآن تقريبا استبدلنا جميع القطع لهذين الموديلين رغم أنه لا توجد مشكلة إلا أنه تم تبديل القطع.
بالنسبة للجنة أنا سمعت عنها لكن لا أعرف عنها شيئاً ونحن وافينا وزارة الصناعة بمعلومات السيارات التي من المحتمل أن تكون متضررة ووافينها بالمعلومات عن السيارات التي تم تبديل القطع لها، وليست وزارة الصناعة فحسب بل الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس.
والموضوع ليس مقلقاً ولكن كإجراءات احترازية تم التعامل مع المشكلة وأنا أود أن اوضح لك المشكلة تحديدا وابعادها.
المشكلة في سيارات تويوتا الواردة لأمريكا. والمشكلة التي تظهر في هذه السيارات ليست في الجديدة منها وإنما السيارات المستخدمة التي مر على استخدامها أربع إلى خمس سنوات، وتظهر المشكلة في الشتاء والطقس البارد (الثلوج) تحديدا. والطقس في اليمن لا يساعد على ظهور مثل هذه المشكلة، فهذه المشكلة تظهر في الثلوج فقط .
وتكمن المشكلة في دواسة البنزين التي كانت سبباً لبعض الحوادث في أمريكا، فالسيارات كلها قديمة وفي طقوس باردة، والموضوع أخذ أبعاداً اكثر من أبعاده الطبيعية.. جميع شركات السيارات (فورد ونيسان وفوكس ويجن وسزوكي) وليست تويوتا فحسب، لديها حملات استدعاء كل سنة لأسباب مختلفة. هي عملية عادية أن يكون هناك استدعاء لإصلاح خلل فني، فمثلاً تويوتا وفورد استخدموا استدعاءات للعملاء لأغراض دعائية. أذكر قبل سنوات كانت هناك مشكلة في ليكزس وكيف استخدمت هذه الحملة في الاستدعاء بشكل ايجابي، فكانوا يذهبون إلى كل مالك سيارة إلى وين ما كان، وهي كانت حملة ايجابية. والآن وخلال الأزمة مع تويوتا كانت هناك أزمات أخرى مع فوكس ويجن وفورد وعدة شركات، وكان هناك استدعاء للملايين من السيارات، لكن لم يتم التحدث عنها، لكن العالم كله يتحدث عن تويوتا..
لماذا...؟ لحاجة في نفس يعقوب. لا أنكر أنه حصلت مشكلة، ويمكن كان في بطء معالجة للمشكلة، وتعتبر تويوتا هي الأولى في العالم كمبيعات وكإنتاج..
بالنسبة للموديل لكزس (460) هل يتم استيرادها لليمن؟ هذا الموديل لا يوجد في اليمن نهائياً. نحن نستورد موديلين أو ثلاثة موديلات واللكزس لديها سبعة إلى ثمانية موديلات. أما الموديل لكزس (460) لا نستورده ولا حتى يدخل من خارج اليمن. وهناك يمكن موديل او موديلين، ولكن من الموديلات القديمة التي غير معنية بالأمر.
وسبب عدم استيراده هو أولا أن سعره غالي جداً، وذلك الموديل يشترك مع الموديل الأكبر منه الإكس (470)، والآن (570) وهو الموديل المفضل في اليمن وهذين الموديلين يطغى استخدامهما على الموديل المذكور بالنسبة لنا في اليمن.
هناك أنباء عن أحكام قضائية صدرت من محكمة المرور أثبتت أن أخطاء تصنيعية في سياراتكم كانت السبب في الكثير من الحوادث. ما ردكم ؟ لم تثبت حتى الآن أي سيارة لا في اليمن ولا في خارج اليمن لها مشكلة بالذي حصل في أمريكا. للأسف في بلادي يفسرون مشكلة الاستدعاء مشكلة كبيرة، مشكلة أرجع السيارة وآخذ فلوسي، ولكن الاستدعاء موضوع ممارسة يحدث في أوروبا وأمريكا منذ القدم، وهي عملية طبيعية وكل شركة سيارات لديها استدعاءات كل سنة، لكن في الشرق الأوسط أو في العالم الثالث بشكل عام يعتبر موضوع الاستدعاء موضوعاً سلبياً، وإذا كان هناك استدعاء لإصلاح خلل يفسر وكأنه شيء سلبي، ويفترض أن ينظر إليه كموضوع إيجابي كون تويوتا لديها مسئولية أخلاقية واجتماعية تجاه منتجها، عندما ترى بأن هناك مشكلة تقوم بالاستدعاء وإصلاح الخطأ.. فيجب أن ينظر لموضوع الاستدعاء من جانب إيجابي وليس من جانب سلبي.
قلتم بأنكم تستبدلون قطع الغيار بينما الشركة الأم تعمل على سحب الكثير من السيارات التي حصل فيها الخطأ؟ أولا.. أود أن أقول إن الاستدعاء في الانجليزية تعني "ريكورز" بمعنى استدعاء السيارات المرشحة لأن تكون فيها أخطاء، واستدعاؤها لسبب بديهي، فهناك استدعاء لتويوتا في أمريكا العام الماضي حول حزام الأمان، لم يكن هناك مشكلة استدعاء لتغيير قطعة معينة لأن الشركة اكتشفت أن تلك القطعة لا تعمل بشكل جيد والأفضل الاستدعاء الذي هو (ريكورز) وهذا معناه استدعاء وليس سحب.
وفي بلادنا سحب يعني رجّع الفلوس وخذ سيارتك. فالموضوع ليس هكذا وإنما استدعاء يعني الاتصال بزبون: تعال.. هناك استدعاء لسيارتك لتبديل قطع معينة. ويتم تبديل القطع المذكورة على حساب الشركة الأم وتنطلق السيارة.
وكان في السابق يحصل أن يتم التواصل مع الزبائن بشكل فردي لأنه يتم تحديد السيارات التي تكون مرشحة للإشكالية ويتم طلب السيارة واستبدال القطع، وهذا لا يعلن عنه ولا ينزل بوسائل الإعلام. الاستدعاء بوسائل الإعلام العربية شيء جديد عليها، أو ما يسمع بها يقومون بإعادة السيارات للشركة، وهذا
إجراء غير صحيح. جميع الشركات والضمان بالنسبة لشركة تويوتا ضمان ثلاث سنوات أو مائة الف كيلو، أي حاجة لها علاقة بسوء تصنيع يتم تغيير القطع على حساب المصنع، والوكيل لا يدفع ريالاً واحداً من جيبه.
موضوع الاستدعاء يندرج تحت الضمان. نفس الحكاية؛ إما تكون قطعة أتلفت ولم تعمل بشكل جيد خلال استخدامها واشتكى منها الزبون ولها علاقة فعلاً بخلل مصنعي فيتم تغييرها، أو الشركة الأم إذا اكتشفت أنها صدرت للشرق الأوسط أو لأي دولة مائة الف سيارة فيها خلل هذه لابد من تغيير قطع معينة فيها، وتقوم الشركة بالتواصل مع وكلائها في الدول المعنية ويتم إرسالها القطع وإخبارهم بضرورة تغيير هذه القطع، ودائما تحصل هذه المشكلة بعيداً عن الإعلام، وهنا تم تفسير الاستدعاء على أنه استبدال، وقد يتطور الأمر ويتم إيقاف البيع فقط من قبل الشركة كما فعلت الآن مع لكزس 460، للآن الشركة ليس لديها معلومات عن الحاصل وهي في طور البحث والتقصي، وخلال الأسبوع القادم إن شاء الله سيتم الإعلان عن المشكلة إذا كان فعلا هناك مشكلة وستتعامل معها، وإذا لم يكن هناك أي مشكلة ستستأنف عملية البيع.
في اليمن ما هي الموديلات التي تم استبدال القطع لها؟ موديلين فقط في اليمن "افالون" و"سكويا". وهذه الموديلات من أقل المبيعات لدينا في اليمن، وهي ليست من الموديلات الرئيسية بالنسبة لنا، والكمية المتواجدة بسيطة وتم الانتهاء من تغييرها كاملة رغم أنه ما في مشكلة إلا أنه تم تغيير القطع، وكلها لا تتجاوز المائة والخمسين سيارة لسببين: لأنها ليست من الموديلات الرئيسية لدينا، والسبب الثاني بدأ تدشين هاذين الموديلين في العام 2009م .