كثفت مليشيات "الحوثي، صالح" قصفها للأحياء السكنية بمدينة تعز منذ منتصف الليلة الفائتة في ظل غياب كامل لطيران التحالف. وقال سكان في تعز إن المليشيات التي تتمركز في أطراف المدينة تقصف الأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة التي تهز المنازل وتخلف عدداً كبيراً من الضحايا في أوساط السكان المدنيين ودماراً كبيراً في المنازل والممتلكات.
وأشار الصحفي هشام الجرادي مراسل قناة الجزيرة مباشر إلى أن "مليشيات الحوثي والمخلوع صالح تقصف بكل ما لديها من قوة عسكرية وبأعنف قصف عرفته اليمن باستخدام صواريخ ومدفعية ثقيلة وأسلحة غريبة تهتز لها المنازل والبنيان.
وأوضح الجرادي في منشور على صفحته في الفيسبوك أن المليشيات "تقصف أحياء سكنية في مدينة تعز بعيدة عن مناطق المواجهات "المدينة القديم - المسبح - وادي القاضي - حوض الاشراف - المركزي – صينة" كلها وسط المدينة، ومكتظة بالسكان.
وفي حديثه عن الوضع الإنساني في مدينة تعز التي تشهد مواجهات منذ خمسة أشهر قال إن المدينة تغرق في الظلام، و"شبكات الاتصالات والانترنت مقطوعة بعد أن قصفتها المليشيات، ليس هناك وسائل اتصالات أو مواصلات بسبب حصار المليشيات للمدينة، لو أصيب أحدهم وليس بجانبه جار قريب لن يعلم به أحد" .
ويأتي هذا القصف العنيف في ظل غياب كامل لطيران التحالف الذي يهاجم مواقع الحوثيين في العاصمة صنعاء بضراوة منذ ثلاثة أيام.. وفي إشارة إلى غياب دور التحالف في تعز يقول هشام الجرادي "أهالي المدينة أصبحوا يتمنون سماع صوت طيران التحالف كأمنيات، الصوت فقط كي يتوقف هؤلاء الهمج عن إجرامهم".
وتشهد المدينة عجزا حادا في الجانب الطبي في الوقت الذي يتزايد عدد الجرحى من ضحايا القصف العشوائي من المدنيين وجرحى المواجهات من مسلحي المقاومة الشعبية والجيش المؤيد للشرعية، يقول الصحفي فهد المنيفي الذي يتواجد في تعز إنه ظل في المستشفى لعدة ساعات الليلة الفائتة وخلال بقائه في مستشفى الروضة آخر المستشفيات التي لا تظال تعمل في المدينة وصلت 60 حالة من المصابين بإصابات متفاوتة وثلاثة شهداء.
وكانت الحكومة الشرعية المتواجدة في الرياض الاسبوع الماضي أعلنت تعز مدينة منكوبة إلا أن ذلك الإعلان لم يترتب عليه أي شيء عملي على الأرض، وأطلق الرئيس تصريحات عن تواصله مع قوات التحالف العربي لحثهم على تكثيف غاراتهم على المليشيات في تعز لفك الحصار عنها إلا أن شيئاً ما لم يتغير على الأرض.
ولا تزال المليشيات تفرض طوقاً على المدينة وتحاصرها من جميع الاتجاهات ما يضاعف حجم المأساة الإنسانية، وتكثف المليشيات كل ليلة قصفها على المدينة في محاولة منها لإحكام السيطرة عليها والقضاء على المقاومة التي تستميت في الدفاع عن المدينة وحققت أواخر شهر أغسطس الماضي تقدماً ملموساً، لكن فارق التسليح والتدريب يجعلها تخوض مواجهة صعبة مع مليشيات مدربة ومسنودة بألوية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح ومزودة بترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر التي كانت تابعة للجيش.