علم "المصدر أونلاين" أن الشرطة التابعة لنيابة الصحافة نقلت الزميل حسين اللسواس إلى السجن المركزي بعد حجز مؤقت في سجن النيابة، وذلك على إثر إدانته بعدة تهم على خلفية قضايا نشر في صحيفة محلية أصدرها بمحافظة البيضاء. وكانت محكمة الصحافة والمطبوعات برئاسة القاضي منصور شائع قد حكمت صباح اليوم بحبس الزميل حسين سنة كاملة ومنعه من مزاولة المهنة.
ولم يحدد نص الحكم المدة الزمنية للمنع من مزاولة المهنة، ما يعني أن المنع بصفة دائمة. ورغم عدم ذكر أن الحكم مشمول بالنفاذ المعجل، واستئناف الحكم من قبل اللسواس، إلا أنه تم اقتياد الزميل إلى حجز النيابة، قبل أن يتم نقله إلى السجن المركزي.
وبرر وكيل نيابة الصحافة عبدالعظيم الردمي التنفيذ الفوري للحكم بالقول ان الأحكام المتعلقة بجرائم النشر مشمولة بالنفاذ المعجل طبقاً لنصوص قانونية.
ويسعى صحفيون لإصدار أمر من رئيس محكمة الاستئناف المخول قانوناً بالإفراج عن الزميل لحين البت في القضية من قبل محكمة الاستئناف.
وطبقاً لمحامين فإن النص القانوني الذي يؤكد على النفاذ المعجل للأحكام المتعلقة بجرائم النشر يتعارض مع المادة (47) من الدستور التي تقول انه لا يجوز تنفيذ الأحكام السالبة للحرية إلا إذا كان الحكم باتاً، والحكم البات هو الصادر من المحكمة العليا.
وعلم "المصدر أونلاين" أن وفداً صحافياً التقى ظهر اليوم بوزير العدل الدكتور شائف الأغبري لمناقشة الحكم، ووفقاً لصحفيين حضروا اللقاء فإن الوزير وعد بمتابعة القضية بحيث يتم رفع الملف سريعاً إلى محكمة الاستئناف كي يتسنى لرئيسها إصدار أمر وقف تنفيذ الحكم.
وأدين الزميل حسين اللسواس، الكاتب في صحيفة المصدر، بعدة تهم كانت النيابة العامة وجهتها له وأبرزها إصدار صحيفة سماها "التجديد" في محافظة البيضاء بدون ترخيص، وإهانة موظف عام (محافظ البيضاء)، فضلاً عن المس بثوابت الثورة والجمهورية والوحدة.
وتضمنت صحيفة التجديد التي صدر منها عددين مواضيع ناقدة لأوضاع الكهرباء وكلية التربية بمحافظة البيضاء، كما تناولت أداء المحافظ محمد ناصر العامري واتهمته بالفساد.
وإلى ذلك نشرت الصحيفة نقلت الصحيفة عن منتدى على شبكة الانترنت موضوعاً تناول تشكيل حكومة لما سمي بجمهورية البيضاءالمتحدة.
وقال الزميل اللسواس انه فيما يتعلق بهذا الموضوع فقد نشر على شكل استنكار له لا تأييد لما جاء فيه، وأكد ل"المصدر أونلاين" أنه تم نشر خبر يقول ان أبناء البيضاء يستنكرون ما نشر في منتدى على الانترنت يتحدث فيه مشارك باسم مستعار عن تأسيس جمهورية البيضاءالمتحدة وتشكيل حكومة لها، وأن أبناء البيضاء مع الثورة والوحدة والثوابت الوطنية.
وأضاف ان كلية التربية قدمت تنازل فيما نشر حولها، كما أنه قدم أمام المحكمة وثائق تثبت تورط المحافظ في الفساد، لكن المحكمة بدلاً من تفسير الخبر الأول لصالحه فقد فسرته ضده، كما أنها لم تلتفت للوثائق التي قدمتها هيئة الدفاع.
ويتابع الزميل اللسواس في تصريحات أدلى بها ل"المصدر أونلاين" قبل لحظات من دخوله السجن المركزي، قائلاً: إن موقفنا إجمالاً كان قوياً، لكن المحكمة لم تلتفت لكل ذلك.
وكان الزميل اللسواس قد تعرض عقب إصداره لعدد الصحيفة المذكور قبل شهور للاعتداء من قبل مرافقي المحافظ محمد ناصر العامري بناءً على أوامر من الأخير، كما تم احتجازه بعد الضرب في أمن المحافظة قبل أن يتم الإفراج عنه بعد خمسة أيام، وترفع عليه دعوى قضائية من قبل المحافظ ويحاكم بناء على ذلك.
وقال حسين عقب صدور الحكم انه لم يكن يتوقعه، واصفاً إياه بالقاسي والسياسي، مضيفاً انه بدلاً من أن يتم الاقتصاص للمظلوم حكم لصالح الظالم، في إشارة للمحافظ الذي أمر بالاعتداء عليه. واختتم تصريحاته بالقول: اننا كنا نتوقع أن يحاكم ناهبي الأراضي وثروات البلد وليس الصحفيين، وأن يتم الاقتصاص للوطن من الفاسدين لا أن يتم الاقتصاص للفاسدين من الصحفيين.
على صعيد له صلة أجلت المحكمة ذاتها جلسة النطق بالحكم في قضية صحيفة النداء إلى جلسة 16 مايو الجاري.
ويحاكم كل من سامي غالب رئيس التحرير والزملاء عبدالعزيز المجيدي وشفيع العبد وفؤاد مسعد، بتهمة المساس بالوحدة.
وفي السياق تواصل محكمة الصحافة والمطبوعات النظر في القضية المرفوعة ضد 6 من طاقم صحيفة "المصدر" على خلفية مقالات وتقارير صحفية تناولت الأوضاع في المحافظات الجنوبية.
ويحاكم كل من سمير جبران المدير العام للمصدر، ورئيس التحرير السابق، ومحمد العلائي مساعد رئيس التحرير، وسامي الكاف المحرر في الصحيفة، والكتاب المشاركون في الصحيفة عوض كشميم وعبدالرزاق الجمل وعبدالملك المثيل، وذلك بتهمة الإساءة للوحدة وتهم أخرى.
وعلى خلفية تلك التهم أيضاً تحاكم صحف الأيام والشارع والديار والوطني والطريق والتجمع.
ويقبع الصحفي معاذ الاشهبي منذ عدة أشهر في السجن، والذي حكم عليه بالسجن لمدة سنة كاملة بسبب مقال نشره في صحيفة الثقافية الأسبوعية بتاريخ 11 أكتوبر من العام الماضي، اعتبر مسيئاً للدين.
وكان الأشهبي أعلن تراجعه وتوبته أمام النيابة والمحكمة عما ورد في المقال، غير أنه تم الحكم عليه بالسجن لمدة عام.
هذا المقال هو الأخير للكاتب حسين اللسواس، أرسله للنشر في العدد المقبل من صحيفة "المصدر"، ينشره "المصدر أونلاين" بالتزامن مع الحكم بالسجن سنة كاملة بحقه.، لقراءته اضغط هنا
الصورة لحسين داخل حجز النيابة بعد الحكم وقبل نقله للسجن المركزي