هل تعتقدون أن الإقليم كان يرقب ما يحدث في اليمن منذ الإنقلاب طيلة 6 أشهر منذ سبتمبر 2015 حتى التدخل في مارس 2016 بعين التجاهل ناهيك عن الرضا؟ بعد أن استنفد كل أدوات السلم والسياسة عبر عشرات المحاولات لاحتواء الكارثة. حين ترى جماعة انقلابية تفعل بما يفترض أنه شعبها وأهلها الأفاعيل من قتل إلى تهجير إلى انتهاك حرمات وأعراض إلى تفجير منازل إلى تفجير مساجد ومدارس و تنكيل واختطاف بكل من تطالهم مخالبها إلى نهب همجي لكل مقدرات البلاد المدنية والعسكرية، إلى فرض الإقامة الجبرية على رئيس البلاد ورئيس الحكومة واختطاف الوزراء ثم قصفه بالطائرات الحربية في محاولة لقتل الرئيس الشرعي علناً وتحدياً لإرادة الشعب والإقليم والمجتمع الدولي.
همجية وسلوك بربري لا يمت لقيم التحضر ولا للأعراف الإنسانية والدولية بصلة، أن تدمر رمزية الدولة وتسحق قيمتها المعنوية والمادية، أن تفتش البعثات الديبلوماسية ويتم التهجم على مواكبها ويحتجز بعض أعضائها ويتم إجلاؤهم في ظروف غاية في المهانة وعدم الاحترام.
همجية لم تتوقف وسلوك إرهابي ممنهج ومدروس ومتعمد ومتنامي، لا يرتجى معه ترشيد ولا لنيران حمقه انطفاء. سلوك طالباني عصاباتي متخلف، ورعونة وصلف واستفزاز للإقليم بالمناورات والجسور الجوية مع أعداء الأمة ورهن مصير و قرار البلد وسيادته واقتصاده لهذا العدو اللدود.
جماعة هذا هو سلوكها الإرهابي والوحشي مع ما يفترض نظرياً أنهم أهلها وأنه وطنها كيف سيكون تعاملها مع الجار؟ مع الغريب؟ المختلف أيدلوجياً والمتهم في كل أدبياتها وإعلامها وتصريحات زعمائها، والمعلن كعدو صريح.
إلى كل هائم مستغفل غافل كان يفترض أن العالم سيتفرج على الهمجية ويترك البلطجة تعربد وتفحط بالشاصات دون حسيب أو رقيب، لم يكن لكم إلا الردع مهما كلف الثمن، برضا خصومكم الداخليين أو بدونه.
إن أردتم الهروب إلى الملامة دون مراجعة لفضائحكم وجرائمكم التي لا تحصى فلا تلوموا غير أنفسكم، فمن لم يربه أهله يربيه الناس.
هذه باختصار هي حيثيات وقصة "عاصفة الحزم" أعظم ما قام به العرب طيلة ما يزيد عن نصف قرن من فعل حاسم حازم ضد واحد من أخطر تهديدات وجودهم.