عندما يصبح الجهل ثقافة وطنية عامة ..والفشل هو الهوية المميزة للفرد والمجتمع.. والفساد هو المؤسسة الوحيدة في البلاد فمن الطبيعي جدا ان ترى أغلبية الجماهير تتمسك بهذا الجهل وتقاتل باستماته من اجل هذا الفساد وهذه الهوية. وعندما يدرك الناس أن الدولة تدار لحساب نخبة وليس لحساب أمة، يصبح الفرد غير مدرك لقيمة التضحية من أجل الوطن ...وينصرف تلقائياَ للبحث عن مصلحته الخاصة.. الحشود لا تقيس صوابية الفكرة ..
كما معدل الثانوية العامة في بلدنا ليس مقياس لمستوى الطالب الحقيقي ربما يكون حاصل علي معدل عالي ومخ فاضي ..!
شاهدنا حشود الجرعة سابقا ثورة الجياع كلنا نتذكرها ولم ننسى حشود المخلوع خلال 33 عاما عجاف..
كلها لأجل المصلحة.. واهمها "العلاقية" القات وبدل السفر اكثر من تعلقهم بكلمة الزعيم الرجيم وسيدهم النازي واغلبهم لا علم لهم لما هذا الحشد.. ولما هم هنا ؟
وحضاريا لا تعكس صورة حقيقية عن حب الوطن من عدمه ..!
بكل شفافية فليذكرونا بمنجز واحد يكون مصدر تتباهى به تلك الحشود خلال كل تلك السنوات ؟؟
يا عالم نتمنى كهرباء وماء وطريق ومدرسة ومشفى معافى..
هذه ليست رفاهية هذه اوليات اي دولة في بداياتها ركزوا في بداياتها .. وليس بعد اكثر من 50 عاما بل 33 عام لكي لا نظلم احد خاصة زعيم الأنفاق والجحور حتى المكان المختبئ فيه سرقة مساعدات..
حب الوطن ليس بالمليونية ولا باللافتات والصور والاعلام واشارات النصر و"العلاقية" القات..
الشعوب الراقية يا مثقفين يا دكاترة ويا مربيين الأجيال ويا ويا ويا .. ينسون الوطن في اقوالهم ويخدمونه في اعمالهم..
الوطن مدمر ونحن سبب دماره ليس بالمباني ..فالمباني تعمر وترمم إنما بالعقول والتعبئة الخاطئة.. جيل بأكمله يدمر ونحنا مُصرين ان نخرب العقول حتى اخر قطرة ونجرها كالقطيع دون الشعور بتأنيب الضمير..