دشن رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور اليوم الخط الثاني لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في محطة بلحاف بمحافظة شبوة. وفي حفل التدشن ألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة قال فيها "لقد حمل هذا المشروع من دلالات الإنجاز الاستثنائي الكثير مما يستحق التنويه به، فبالإضافة إلى كونه أهم وأكبر مشروع ينفذ حتى الآن في اليمن بتكلفة أربعة مليارات ونصف المليار دولار، فإنه أيضاً يجسد المعنى الحقيقي للشراكة المثمرة بين الحكومة والشركات الاستثمارية العالمية، ويشير إلى الفرص الواعدة الكثيرة التي تتوفر في هذا البلد الطيب والمبارك". وأكد الدكتور مجور بأن مشروع الغاز الطبيعي المسال يمثل في هذه المرحلة نقطة تحول جديدة وهامة في مسار التنمية بما يوفره من مصادر دعم هامة لاحتياجات التنمية ومتطلبات بناء المستقبل المشرق والأفضل لوطننا وشعبنا. وحسب تعبير وكالة الأنباء الرسمية سبأ، فإن مشروع الغاز الطبيعي المسال يعد "أكبر مشروع اقتصادي في تاريخ اليمن المعاصر"، وتبلغ تكلفته حوالي 4.5 مليار دولار، حيث دشن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تصدير أول شحنة غاز إلى الخارج من خط الإنتاج الأول في محطة التسييل في بلحاف في السابع من نوفمبر 2009م. وينتقد خبراء اقتصاد وبرلمانيون يمنيون إجراءات الحكومة بيع الغاز الطبيعي، حيث يشيرون إلى أن اليمن سيخسر 60 مليار دولار في حال بقاء سعر البيع المتفق عليه بين الحكومة والشركة الكورية المستفيدة خلال مدة عشرين عاما، حيث نصت الاتفاقية على احتساب 3.2 دولارات للمليون وحدة حرارية مدة سنوات العقد العشرين، فيما يصل سعره العالمي إلى 24 دولارا. ويطالب خبراء وبرلمانيون بإعادة النظر في الاتفاقية الموقعة بين الطرفين و"المجحفة بحق اليمن". ووصف رئيس كتلة الإصلاح في مجلس النواب الدكتور عبد الرحمن بافضل (وهو خبير اقتصادي ووزير تجارة سابق) في تصريح سابق اتفاقية بيع الغاز ب "الجريمة التي لا تغتفر"، متهماً شخصيات نافذة في الدولة بتمرير الصفقة. وقدرت دراسة أميركية إن احتياطي اليمن من الغاز الطبيعي ب10.3 تريليونات قدم مكعبة، بيع منه 9.1 تريليونات لكوريا وأميركا وفقا للاتفاق. وطبقاً لتقديرات الحكومة اليمنية، فإنه من المتوقع ان تصل عائدات اليمن من المشروع بين 30 و50 مليار دولار خلال العشرين عاما القادمة. ويقوم المشروع على أساس ضخ الغاز الطبيعي المسال من منشآت المنبع في القطاع 18 في صافر مأرب عبر أنبوب يصل طوله 320 كيلومترا وصولا إلى محطة التسييل في بلحاف. وأشار رئيس الوزراء الدكتور مجول إلى إن تدشين خط الإنتاج الثاني في هذا المشروع سيعزز من قدرات اليمن في تصدير مادة الغاز المسال إلى الأسواق الدولية، ويضع الحكومة والشركة معاً في وضع تجاري ممتاز من حيث الالتزام بصادرات هذه المادة المهمة في سوق الطاقة العالمي، مؤكداً أن ما يتم إنجازه اليوم يؤكد عز م اليمن ، قيادة وحكومة على المضي في طريق التنمية واستثمار كافة الموارد المتاحة وفق رؤية استراتيجية واضحة ومحددة تضع في الاعتبار المصالح العليا للوطن والشعب. وتابع رئيس مجلس الوزراء قائلاً: إن مشروع الغاز الطبيعي المسال يعزز دوره التنموي بالمسئولية الاجتماعية التي يٌعبرعنها تجاه المجتمع المحلي في محافظتي شبوةومأرب، وهما المحافظتان اللتان تحتضنان هذا المشروع الهام ونجدها مناسبة نحيي من خلالها الدور الوطني لأبناء المحافظتين تجاه هذا المشروع الاستراتيجي وحرصهم الواعي والمسؤول لتعزيز المقومات المحلية اللازمة لنجاح المشروع في مختلف المراحل، بما يمثله من قيمة تنموية وطنية ومحلية. وأضاف: لقد اعتمدت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال 26 مليون دولار لصالح التنمية المحلية في هاتين المحافظتين، وهي مبادرة تضاف إلى مبادرات أخرى تتمثل في تأهيل وتشغيل الشباب من المحافظتين في المشروع، وأن من شأن ذلك أن يضيف دفعة قوية إلى التنمية المستدامة في المحافظتين من خلال دعم مشاريع المياه والصحة والتعليم والكهرباء والزراعة والثروة السمكية إلى جانب ما تقوم بتنفيذه الدولة لصالح التنمية في كلا المحافظتين.