الرئيس الزُبيدي: نواجه التحديات بشجاعة.. وملتزمون بشراكتنا مع التحالف ومشروع الجنوب    آفة المخدرات... خطر يُهدد مستقبلنا    سوق نجم الخامس بحوطة الفقية علي    ليفربول يجهز 120 مليونا لضم إيزاك    الاقتصاد يدشن 54 خدمة جديدة عبر البوابة الإلكترونية لهيئة المواصفات "تسهيل"    القحوم يشيد بجهود الجمعيات التعاونية في تنظيم تسويق محصول التمور    اليمنيون يؤدون صلاة الاستسقاء في العاصمة صنعاء والمحافظات    لواء الضبة بالشحر يضبط مواطنًا بحوزته أسلحة وذخيرة وأجهزة لاسلكية    حملة واسعة لرفع المركبات المتهالكة وإزالة العوائق والتعديات على الشوارع العامة والرئيسية بدارسعد    اختتام الدورة الثالثة في مجال حماية الشخصيات بقوات دفاع شبوة    الجنوب بين فكي الأزمة الخدمية والاقتصادية.. والمجلس الانتقالي يؤكد تمسكه بخيار الصمود    المقدم النقيب: قوات المسلحة تخوض معركة وطنية وتكتب تاريخاً مشرفاً بالأمجاد    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 16-7-2025 في الجنوب واليمن    توقعات بأمطار متفاوتة الشدة في 15 محافظة    البايرن يخصص مبلغًا قياسيًا لضم رودريجو    مختصر كتاب الحرب النفسية وسائلها وأساليبها الملتوية    غارات صهيونية مكثفة جنوب سوريا    الترب: اليمن قوة لا يستهان بها في المنطقة وحان الوقت لصنع السلام    الذهب يرتفع مع ترقب الأسواق مفاوضات الرسوم الجمركية الأميركية    عصيان مدني شامل بالمكلا    علماء الآثار الروس يستخدمون مسيرات تحت مائية لدراسة مدينة قديمة غارقة    بيع ختم يمني من ذهب الإلكتروم في مزاد بأمريكا    هندرسون يعود إلى الدوري الإنجليزي    خواطر سرية.. ( الشهداء يضعون الاختبار )    الفلفل الأسود بين الفوائد الغذائية والمحاذير الدوائية    أول فرع تأسس للإخوان المسلمين في اليمن تم العام 1929    في سويداء سوريا اغتصاب للشابات وقتل طبيبة و24 حالة قتل جماعي    مشروع قانون أمريكي لتصنيف «الإخوان» منظمة إرهابية    فتاوى الذكاء الاصطناعي تهدد عرش رجال الدين في مصر    حقوق الإنسان تدين جريمة الميليشيا بحق الأطفال شمال تعز وتدعو الأمم المتحدة لإدانتها    بسبب الأقزام.. الحكومة تلاحق يامال قانونيّا    ليفربول يعرقل رحيل دياز إلى البايرن    عُمان تستعين بكيروش في الملحق الآسيوي    سيتي يعيّن توريه في الجهاز التدريبي    سانت كيتس تحتفي بنجم مونديال الأندية    عودة الرئيس الزُبيدي تنعش آمال شعب الجنوب بتحسن الأوضاع المعيشية    مراسل صحفي يفضح بطولات "صلاح باتيس" الوهمية ضد الحوثيين والرئيس هادي    الجاوي: إجراءات البنك المركزي بصنعاء ليست تدابير مالية داخلية    وزير الشؤون الاجتماعية يبحث دعم المرأة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان    هؤلاء لا يريدون وطن    خبير مالي يوضح حول تاثير الورقة النقدية المطبوعة على قيمة العملة الوطنية ويحذر من العبث بقاعدة بيانات العملة الوطنية    روبا فيكيا (قصيدة لعراة العالم)    المنتخب الوطني للشباب يبدأ المرحلة الثانية من معسكره الداخلي    الفريق السامعي يعزي البيض    البنك المركزي بصنعاء يكشف عن مواصفات الإصدار الجديد من الفئة الورقية فئة 200 ريال    اسباب ارتفاع الضغط وعلاجه بلاعشاب    كأس العالم للأندية حتى الفشل له ثمن باهظ في سيرك "فيفا" الذهبي    إب .. رحيل مؤلم لمعلم افنى حياته في تعليم الاجيال    بن حبتور يطلّع على نشاط مركز تقنية المعلومات بوزارة التربية    وزارة الأوقاف تعلن تدشين أعمال موسم الحج القادم    تدشين فعاليات موسم نجم البلدة السياحي لعام 2025م بالمكلا    دعوة للمشاركة في أداء صلاة الاستسقاء غدا الأربعاء 10 صباحا    المدير العام لفرع الهيئة العامة لحماية البيئة بساحل حضرموت تؤكد الأهمية البيئية لظاهرة موسم البلدة    كنز دفين منذ 5500 عام.. اكتشاف مقبرتين داخل "أهرامات" في بولندا!    أخطاء شائعة في تناول الأدوية قد تعرض حياتك للخطر!    حلم تلاشى تحت وطأة صفعات قوية    الامم المتحدة: تفشي شلل الأطفال في 19 محافظة يمنية    مرض الفشل الكلوي (12)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعز.. أزمة المياه تفاقم معاناة الأطفال
نشر في المصدر يوم 23 - 09 - 2017


تصوير/ داوود الوهباني

«السبيل.. السبيل»، علَتْ الأصوات بهذه الكلمة، التي انتشرت كالبرق، بمجرد اقتراب شاحنة زرقاء تحمل صهريج مياه سعة (3000 لتر)، من وسط حارة المناخ بحي المرور غرب مدينة تعز، التي تعد ثاني أكبر تجمع سكاني في اليمن، والمحاصرة بفعل الصراع المسلح والدامي، الذي تعيشه منذ عامين ونصف.

على وقع هذه الكلمة السحرية «السبيل» - وتعني وصول المياه التي توزع مجاناً من قبل المنظمات الدولية مثل «اليونيسف» ورجال الخير- هرع العشرات من سكان الحي، معظمهم أطفال ونساء، حاملين معهم «قناني» بلاستيكية متنوعة الأحجام.

الطفل أمجد عبدالقوي سعيد (13 عاماً)، كان يعبئ المياه وسط الحشد مثلما يفعل عادة منذ أكثر من عامين ونصف، كونه الوحيد في الأسرة الذي يقوم بهذه المهمة، كحال معظم أطفال تعز ونسائها، بفعل انشغال أرباب الأسر بالبحث عن لقمة العيش.

ضخ المياه من الصهريج استمر نحو نصف ساعة، ومن مجموع عشر قناني بلاستيكية، خرج بها من المنزل، أتيح لأمجد تعبئة خمس فقط، ثلاث منها سعة 20 لتراً، واثنتين عبوة 10 لترات.

وحول حصيلته من المياه يقول: «بعض الأحيان أحصل على ثلاث قناني كبيرة (20 لتراً)، وأحيانا خمس، وقد تصل إلى عشر في أوقات نادرة لا يكون فيها ازدحام شديد كهذا».

مياه «السبيل» ليست المصدر الوحيد لأسرة أمجد، فهم - كمعظم الأسر - يقومون بشراء المياه التجارية حسب تأكيده، مستدركا: «لكنها لا تكفي، لذلك نلجأ لمياه السبيل».

منذ بدء الحرب في محافظة تعز التي تعاني أزمة مياه مزمنة، توقف ضخ المياه كليا إلى المنازل عبر المشروع الحكومي، الأمر الذي تحمل تبعاته الأطفال، يقول أمجد: «نشعر بتعب وإرهاق شديد، لكن ليس لدينا خيار آخر، فالمياه التي نشتريها شهرياً لا تكفي لوحدها».

ليس ذلك فحسب، بل إن أمجد يذهب لجلب المياه النقية المخصصة للشرب والطباخة فقط من نقطة «سبيل» في الحي المجاور، تبعد عن منزلهم قرابة 400 متر.

وحسب أمجد فإنه لا يسمح للشخص إلا بتعبئة دبة واحدة فقط في اليوم عبوة (20 لتراً)، ويضيف: «نذهب باكرا للاصطفاف في طابور طويل حتى نحصل على المياه، وفي بعض الأوقات تحدث مشاكل وشجار».

وبعد فك الحصار جزئيا عن المدينة من الجهة الجنوبية الغربية منتصف العام الماضي أتيحت الفرصة لبائعي المياه التجارية توفير المياه من منطقة الضباب، ما خفف الضغط على داعمي «السبيل».

وبدلاً من توفير المياه يومياً، أصبح كل ثلاثة أيام، بحسب فاروق الشميري من مديرية المظفر، وأحيانا مرة واحدة كل أسبوع في بعض المناطق، وفق عبدالعزيز أحمد حسان من حي الموشكي.

غير أن الحاجة لمياه «السبيل»، ما تزال ماسة لمعظم السكان، الذين ليس بمقدورهم شراء المياه التجارية، وفي مقدمتهم موظفي الدولة، الذين انقطعت مرتباتهم منذ أكثر من عشرة أشهر.
فاروق الشميري موظف يعول خمسة أطفال، يقول: «بالتأكيد ما زلنا نعتمد على مياه السبيل، إلى جانب ما نشتريه شهرياً من المياه للشرب والاستخدام المنزلي بواقع 8600 ريال (23 دولاراً)».

تلك الكميات لا تكفي لمنزله كما يقول، لذلك يلجأ لإرسال طفله عمر (10 سنوات) لجلب المياه من «السبيل»، ويضيف: «أحيانا يعود بدون مياه بسبب نفادها، أو عدم وصول وايت السبيل».

عبدالعزيز حسان ما يزال هو الأخر يعتمد على مياه «السبيل»، رغم أنه ينفق شهرياً نحو 14 ألف ريال تعادل (36 دولار) لشراء المياه المخصصة للشرب والاستخدام المنزلي.

وكمعظم السكان هنا، يرسل حسان طفليه: عمار (15 عاماً) ودعاء (13 عاماً) للحصول على مياه (السبيل).
منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة «اليونيسف» كان لها دور فاعل للتخفيف من أزمة المياه في تعز من خلال العديد من المشاريع.

ويقول الناطق الرسمي للمنظمة محمد الأسعدي، إنه خلال فترة العامين ونصف الماضية، اشتغلت اليونيسف على توفير المياه الصالحة للشرب، وبشكل خاص في مدينة تعز، بتنصيب عشرات النقاط لتوزيع المياه عبر شركاء محليين، فضلا عن دعم مؤسسة المياه والصرف الصحي بالوقود لضخ المياه للأحياء السكنية.

وأشار الأسعدي إلى أهم مشروع حديث دشنته المنظمة مؤخرا، والذي يقوم على إعادة ضخ المياه إلى الشبكة الرئيسية للمدينة من حوض المياه في منطقة حبير والحيمة بمديرية ذي سفال بمحافظة إب، والذي دشنته ممثلة اليونيسف الدكتورة ميريتشل ريلانيو منتصف يونيو الماضي.

وقال إن المشروع بدأ بضخ المياه إلى بعض أحياء المدينة المحاصرة، منذ أغسطس الماضي، عبر شبكة المياه الرئيسية.

وأكد عمران محمد من حي السلام بمديرية القاهرة، أنهم فوجئوا مطلع شهر سبتمبر، بوصول المياه عبر الشبكة الرئيسية إلى منزلهم، ومنازل جيرانهم بالمنطقة، معبراً عن سعادتهم البالغة بعودة المياه إلى المنازل بعد أكثر من عامين ونصف على انقطاعها.

وأوضح الأسعدي أن العمل ما يزال جار، لاستكمال تجهيز هذا المشروع بصورته النهائية.

ويضيف «كما عملت اليونيسف وما زالت على دعم أكثر الأسر الفقيرة والمتضررة، عبر برنامج تسليم المعونات المالية في مدينة تعز، والتي تمكن تلك الأسر من توفير احتياجاتها الضرورية الأساسية، وبالتأكيد على رأسها مواجهة أزمة المياه المستفحلة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.