حذر علماء من أن البشرية تواجه بشكل متزايد خطر حدوث تغيرات مناخية "لا عودة فيها"، في غياب أي تحرك سريع وفعال. وأشار العلماء إلى أن المعايير المناخية وصلت إلى مستويات "تقارب الحد الاقصى" الذي حدده الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ الحائز علي جائزة نوبل للسلام، ويشكل تقرير الفريق للعام 2007 أساساً للمفاوضات الدقيقة التي تجرى الآن تحت مظلة الأممالمتحدة.
وهناك تقارير ودراسات أخرى تحذر من دمار شامل ينتظر البشرية بسبب تأثيرات البيئة والمناخ والاحتباس الحراري وتصفها "بالكارثية"، وتنبؤات بزوال مدن بأكملها وهلاك مئات الآلاف بل ملايين من البشر وانقراض أنواع من الكائنات الحية.
وأكد العلماء أن المؤشرات المناخية تخطت التقلبات الطبيعية التي تطورت فيها المجتمعات المعاصرة ومنها ارتفاع متوسط معدل الحرارة على سطح الأرض وارتفاع مستويات البحار وذوبان الكتل الجليدية وارتفاع حموضة المحيطات. وقد يتعدى معدل ارتفاع مستوى مياه البحر المتر الواحد بحلول العام 2100، وفقاً للدراسات الاخيرة التي اجراها ستيفان رامستورف من معهد الابحاث في بوتسدام في المانيا.
ونشر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "ام اي تي" دراسات تتوقع بلوغ معدل ارتفاع الحرارة 2.5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، ما لم يتم تخفيض الانبعاثات بشكل جذري، ويساوي هذا المعدل ضعف المعدل الذي كان المعهد قد توقعه في العام 2003.
هذه التغيرات في المناخ تأتي بسبب حرق الإنسان الفحم والخشب والنفط والغاز وغيرها، وإطلاق كميات هائلة من المركبات الكيميائية السامة إلى الجو مثل ثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين، وأكاسيد الكبريت، وهذه الغازات تعتبر غازات ثقيلة، فتبقى في النطاق السفلي للغلاف الغازي للأرض. وأي اختلاف في تركيبة هذا الغلاف يضر بالحياة ويسبب خللا، فقد وصلت نسبة ثاني أكسيد الكربون إلى نحو 385 جزءا في المليون، بينما الوضع الطبيعي هو 250 جزءا في المليون، أي زيادة بنسبة 52% عن الحد الطبيعي، وبالتالي يتحول في الجو إلى سموم.
ويكمن خطر ثاني أكسيد الكربون بسميته للكائنات الحية، وبقائه قريبا من سطح الأرض ويغلفها تغليفا، ويمنع انتشار الحرارة حيث يمتص الأشعة تحت الحمراء ويمنع تشتتها من سطح الأرض، مما يؤدي إلى رفع درجة الحرارة في ظاهرة تسمى الاحتباس الحراري، وثقب طبقة الأوزون.