ياتي الاحتفال باليوم العالمي للبيئة هذا العام في ظل جدل عالمي واسع حول التغيرات المناخية المتمثلة في ارتفاع درجة حرارة الأرض بفعل الانبعاث الهائل للكربون نتيجة الثورة الصناعية في الدول المتطورة الأمر الذي أثار مخاوف دول العالم من المخاطر الناجمة عن الكربون في تغير مناخ الأرض،والاسراع في إبرام معاهدة كيوتو التي تلزم الدول الصناعية الكبرى لتخفيض اشعاعاتها من الكربون وفي هذا الاطار سوف نستعرض القضايا الناجمة عن تغير المناخ العالمي. القضايا الناجمة عن تغير المناخ أن درجة حرارة الأرض متأرجحة لكن ضمن نطاق يبقيها ملائمة للحياة وذلك نتيجة لما يسمى بظاهرة الدفئيات التي تحدث نتيجة تجمع غاز ثاني أكسيد الكربون وبعض الغازات الأخرى مثل غاز الميثان وبخار الماء على شكل غلاف يحيط بالأرض يختلف تركيزه من منطقة إلى أخرى ومن مميزات هذا الغلاف أنه يسمح بمرور الأشعة ذات التردد المنخفض ويمنع ذات التردد العالي كما أن الاشعة القادمة من الشمس والتي تكون عادة ذات تردد منخفص تمر من خلاله نحو الأرض وعند وصولها تمتص الأرض جزءاً من طاقة الأشعة وتعكس الباقي إلى الجو مرة أخرى ولكن بتردد عال على شكل أشعة تحت الحمراء حيث يتم امتصاصها في هذا الغلاف الغازي مما يؤدي إلى اكتسابه بعض الطاقة ويقوم بدوره بإعادة ارسالها نحو الأرض مما يشكل مصدراً إضافياً للطاقة في حين ان النتيجة النهائية لهذه العملية هي إعادة توزيع الطاقة بحيث يجعل اضراره في الطبقة مابين الغلاف والأرض مرتفعة والتي فوق الغلاف منخفضة، حيث أن هذه الظاهرة وما رافقها من ارتفاع درجة الحرارة تجعل من الأرض كوكباً مناسباً لكافة أشكال الحياة. متوسط حرارة الأرض بعد الثورة الصناعية أرتفع تركيز غازات الدفئيات في الجو مما أدى إلى زيادة كمية الأشعة الممتصة وكمية الطاقة التي تنعكس على الأرض مما أدى إلى ارتفاع متوسط حرارة الأرض فوق المعدل الطبيعي وهو ما أدى إلى تحويل هذه الظاهرة الطبيعية إلى ظاهرة سلبية تهدد مناخ الأرض والطبيعة، ولعل أسوأ النتائج قد تكون في ارتفاع مستوى سطح البحار نتيجة التمدد الحراري للمحيطات والذوبان المحتمل لبعض طبقات الجليد والثلوج في القطب الجنوبي وهناك أيضاً مخاوف أخرى من احتمال حدوث تغير في أنماط المناخ وتوزيع الأمطار على سطح الأرض والتي قد تسبب اجهاداً للنظام البيئي. ماهو المجهول لايوجد هناك أدنى شك بأن تركيز ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفئيات الاخرى زادت في الجو منذ بداية الثورة الصناعية وأن لهذه الغازات القدرة على امتصاص الاشعة تحت الحمراء. هناك عدد من العمليات الطبيعية التي تحدث في الجو أو على الأرض لايوجد لها أساس علمي فعلى سبيل المثال قضية الكربون «المفقود» وذلك أن حوالي نصف كمية ثاني اكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الاحفوري أو من مصادره الطبيعية تبقى في الجو، أما النصف الاخر فيعتقد أنه يتم إزالته عن طريق ذوبانه في المحيطات وفي عملية التركيب الضوئي في النبات. معاهدة كيوتو من عام 1997م تم ابرام معاهدة كيوتو الخاصة بالتغير في درجة حرارة المناخ والتي وقعت عليها العديد من الدول وذلك بهدف إلزام الدول الصناعية الكبرى لتخفيض إشعاعاتها من غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفئيات الاخرى.. وتقترح معاهدة كيوتو آليات لتشجيع الدول المتطورة على نقل خبراتهم في استخدام الطاقة ومكافحة التلوث إلى الدول النامية. المخاطر والمعوقات إن الثورة الصناعية والنمو الاقتصادي في الدول المتطورة اعتمد بشكل أساسي على الوقود الغني بالكربون «الوقود الاحفوري» كمصدر للطاقة، مع أنه تم تطوير وتحسين نوعية الوقود ورفع كفاءة طرق استعمال الطاقة،لكن يبقى الوقود الغني بالكربون المصدر الرئيسي للطاقة المستخدمة في المواصلات وتوليد الكهرباء، ففي دول مثل الهند والصين،ذات الكثافة السكانية العالمية وتعتمد جميع أشكال التطور والنمو، فيها على الوقود الاحفوري لأنه غير مكلف ومتوفر بسهولة، لهذا كان من الصعب صياغة اتفاقية دولية للتخفيض من اشعاعات غاز ثاني اكسيد الكربون وغازات الدفئيات الأخرى. ارتفاع كمية الكربون في الجو تشير المقاييس بأن كمية غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو ارتفعت من «280» إلى 360 جزءاً لكل مليون منذ بداية الثورة الصناعية ،كما لوحظ أن هناك ارتفاعاً في كمية غاز الميثان الذي يعتبر اصطناعي المصدرمن حيث يعتبر بخار الماء في الجو من أكثر غازات الدفئيات بالاضافة إلى مجموعة من الغازات الأخرى التي تنتج من المصادر الطبيعية والاصطناعية الناتجة من النشاطات البشرية المختلفة. تأثيرات الأنشطة الصناعية هناك منظمات متخصصة عديدة قامت بدراسة التغيرات المناخية والبيئية حول العالم وقد اتفقت جميعها على أن ظاهرة الاحتباس الحراري سببتها الأنشطة البشرية ولم تمكن من صنع الطبيعة ويتوقع العلماء ان الارتفاع الحراري سوف يتسارع في المرحلة القادمة بسبب الانشطة الصناعية والتقدم التكنولوجي وأن ذلك سيؤدي إلى تزايد حدوث العواصف والزلازل والاعاصير وارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات نتيجة لذوبان الجليد وأن هناك كثير من الكوارث المتوقع حدوثها على المستوى العالمي نتيجة الاحتباس الحراري.