من جديد، تمر الذكرى السنوية للانطفاءات المقصودة في اليمن، التي تكون في فترة ما بين بداية الاختبارات الوزارية، الى نهايتها بواقع ساعتين، على أقل تقدير، في ليالي الاختبارات، ومن المستغرب أن تكون هذه الانطفاءات ليلاً وليس نهاراً. لأول مرة أعلم أن هذه الحكومة تمشي وفق برامج ومخططات استراتيجية متبعة، تهدف من ورائها الى خدمة الوطن، فهي تخاف من البطالة المدمرة، لذلك تعمل ما تستطيع من اجل عدم حصولها، فتقوم بسياسة "طفي لصي" على الطالب في وقت هو في امس الحاجة إليها، فينام ليلا، لعدم توفر الكهرباء، ويصحو صباحا لم يذاكر جيدا، يأتيه الامتحان لا يعرف من أين أتى هذا السؤال، ومتى درس هذا، وهل هذا السؤال ضمن المقرر، فيخرج من الاختبار منكس الرأس، كأن جميع مصائب الدنيا قد حلت عليه، وهذا كله حتى لا تتفاقم أزمة البطالة.
أجل هكذا تكون الحكومة قد حققت أهدافها،والمخططات التي رسمت لها مسبقا، وانتصرت استراتيجيتها على هذا الطالب المسكين، الذي ظل يكابر طيلة السنوات الماضية، من اجل تحصيل علمي جيد.
لماذا فقط في بلادنا يتم قتل التعليم لكي لا يرى التقدم في اليمن النور، في جميع بلدان العالم تعمل حكوماتها على تسخير إمكانياتها وطاقاتها من اجل توفير جو ملائم لطلبتهم، ليتفوقوا ويحصلوا على درجات جيدة تمكنهم من دخول الكليات التي يرغبون فيها، لأن الطالب الذي يبذل جهدا طيلة السنة، وحصل على علامات جيده، سيعمل على مواصلة تعليمه، وفي الاخير سيستفيد الوطن منه بشكل كبير.
نلاحظ أن الطلاب الذين يتخرجون من الثانوية العامة بمعدلات ضعيفة، لا يواصلون تعليمهم الجامعي مما يؤدي إلى إقبال ضعيف على الجامعات، فتقل مخرجاتها وبهذا تكون الحكومة قد "سكهت" من توفير فرص عمل للخريجين، فماذا لو تبنت الحكومة برامج غير هذه التي اثبتت فشلها، فلو استفادت من الدخل الذي يعود لليمن، من ثرواته الكثيرة، وراجعت اتفاقية بيع الغاز، في بناء مصانع ومؤسسات وشركات تعمل على توظيف هذه المخرجات التعليمية فيها، بهذا تكون قد تخلصت من كابوس البطالة المرعب.