في استعراض غير مألوف للوحدة ضد السياسة الاسرائيلية يعتزم البرلمان الالماني في وقت لاحق من يوم الخميس تأييد مذكرة نادرة لعدة أحزاب ألمانية رئيسية تطالب اسرائيل بانهاء الحصار على غزة فورا. وتأتي المذكرة التي قدمها مشرعون من الحزب المحافظ الذي تنتمي اليه المستشارة الالمانية انجيلا ميركل وشركائها في الائتلاف الحاكم الحزب الديمقراطي الحر الى جانب أحزاب يسار الوسط الرئيسية المعارضة في أعقاب دعوات من ألمانيا الى ضرورة اشراك حماس في عملية التفاوض.
وأيدت الاحزاب السياسية الرئيسية الالمانية اسرائيل بقوة بعد حملة النازي ضد يهود أوروبا في الحرب العالمية الثانية. كما انتقدت هذه الاحزاب بقوة حركة حماس الاسلامية التي ترفض الاعتراف باسرائيل.
غير أن الغزو الاسرائيلي لغزة عام 2008 وحصارها أثارا الانتقادات ضد اسرائيل التي تعتبر حماس منظمة ارهابية وترفض التفاوض معها.
وقالت المذكرة الالمانية ان الحصار الذي طالبت الحكومة الالمانية بالفعل برفعه يأتي بنتائج عكسية ولم يساعد على تحقيق الامن لاسرائيل وقالت " الظروف المعيشية للسكان المدنيين في غزة يجب أن تحسينها بسرعة."
واستجابت اسرائيل للانتقادات الغربية بتخفيف الحصار البري على غزة حيث يعيش ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني بما يسمح لمعظم البضائع المدنية بالعبور بينما ما زالت تفرض حظرا بحريا على القطاع المطل على البحر المتوسط.
كما تدعو المبادرة البرلمانية الالمانية حكومة ميركل الى الضغط من أجل استئناف محادثات السلام في المنطقة.
وقال راينر شتاينر المتحدث باسم السياسة الخارجية بالحزب الديمقراطي الحر لرويترز "سوف يتم اقرار المذكرة. لا شك في ذلك."
وفي البرلمان الالماني كان حزب اليسار هو الحزب الوحيد الذي لم يساعد في كتابة مسودة المذكرة لكن فولفجانج جيركي المتحدث باسم السياسة الخارجية للحزب قال ان التجمع اليساري المتطرف سيؤيد المذكرة ايضا. وقال "هذا يمثل تحولا كبيرا في السياسة تجاه اسرائيل في ألمانيا في وجهة نظري."
وقال الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي ينتمي ليسار الوسط هذا الاسبوع ان الحوار مع حماس يبدو الان لا مفر منه بسبب الدعم الذي تتمتع به الحركة في غزة وهو ما وافقه عليه شتاينر.
وقال "اذا اردت ان تحقق اي شيء في قطاع غزة فلا يمكنك تفادي التواصل مع حماس."
وكان الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي اليه ميركل أكثر حذرا فيما يتعلق بفكرة التعامل مع حماس قائلا ان حماس لم تتخل عن العنف ولم تعترف باسرائيل.
غير أن الحزب لم يستبعد الحوار نهائيا.
وقال روبريخت بولنيز المشرع الرفيع في الحزب الديمقراطي المسيحي ورئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الالماني ان حماس تأمل باستغلال المحادثات في الحصول على الاعتراف الدولي.
وقال "لا يعني ذلك بالضرورة أنك يجب ألا تتحدث الى حماس أبدا... ولكنه يعني أنك يجب ألا تتحدث الى حماس بطريقة ترفع من مكانتهم دوليا ما لم يظهروا تغيرا جوهريا في موقفهم." من ديف جراهام