أفاد مصدر في سجن «بير أحمد» بمدينة عدن، العاصمة المؤقتة (جنوبي اليمن)، بتدهور الحالة الصحية لكثير من المعتقلين في السجن مع انتهاء اليوم الثاني لإضرابهم المفتوح عن الطعام. وأبلغ مصدر أمني مطّلع «المصدر أونلاين»، إن ثمانية معتقلين تعرضوا لحالات إغماء، وتم إعطاء بعضهم محاليل وريدية داخل السجن قام بتزويدها الصليب الأحمر، نافياً اسعاف أيّ منهم خارج السجن، فيما رفض بعض السجناء تلقي العلاج.
وأضاف بأن المعتقلين واصلوا تنفيذ الاضراب الجماعي الشامل لليوم الثاني على التوالي، وأن حالة كثير منهم بدأت تتدهور خصوصاً أولئك الذين لازالوا يعانون آثار التعذيب الذي تعرضوا لها سابقاً.
وأكد المصدر أن مدير السجن غسان العقربي المحسوب على جماعة هاني بن بريك، التقى عدداً من السجناء وطلب منهم إنهاء الإضراب، لكونه مخالفاً للشريعة وقتلاً للنفس.
وأشار أن المدير أبلغهم بأن إدارة السجن تتواصل مع المسؤولين على أعلى المستويات، لإيجاد حلول خلال أيام، مبيناً أن الأمر ليس بيده وأن السلطات العليا وعدت بالإفراج عن دفعة من السجناء خلال أيام.
ولفت المصدر أن السجناء أصروا على مواصلة الإضراب حتى تتحقق مطالبهم، مؤكدين أن الإضراب حق مشروع وأن التعذيب والقتل هو المحرم شرعاً.
واحتج العشرات من أهالي وأسر المعتقلين قسراً في سجن التحالف العربي بمنطقة بير أحمد، في مدينة عدن، اليوم الأحد، أمام مقر الصليب الأحمر الدولي، تضامناً مع ذويهم الذين مضى على اعتقال بعضهم ما يزيد عن 19 شهراً.
ورفع الأهالي صور المعتقلين، ولافتات تطالب التحالف العربي والقوات الإماراتية، والحكومة بالإفراج عن ذويهم أو إحالتهم للنيابة وفق إجراءات قانونية سليمة.
وبدأ عشرات المعتقلين داخل المعسكر التدريبي في بير أحمد اضراباً مفتوحاً عن الطعام اعتباراً من صباح السبت، «حتى يتم الافراج عنهم بدون قيد أو شرط، أو الموت»، كما أبلغوا حراسة السجن.
ويحتج المعتقلون الذين يقدر عددهم 140 شخصاً، على استمرار احتجازهم لفترات طويلة بعضها تصل لعامين دون توجيه تهم أو اتخاذ أية إجراءات قانونية.
ويشكو معظم المعتقلين سوء المعاملة والتعذيب ومنع الزيارات وحرمانهم من الخدمات الطبية وعدم ابلاغ أهاليهم بوجودهم، إذ يعتبر العشرات منهم في حالة اختفاء قسري لأن أهاليهم لا يعلمون شيئاً عنهم، منذ اعتقالهم، كما لم توجه لهم أية تهم.
وترفض السلطات الأمنية الخاضعة للإمارات بشكل قطعي إحالتهم للنيابة العامة والتعامل معهم وفقاً للأطر القانونية والقضائية، رغم مضي نحو عام ونصف إلى عامين على اعتقال أغلب السجناء.
ويقع المعتقل السري الواقع في إطار معسكر بير أحمد التدريبي التابع لقوات الحزام الأمني التي يديرها الوزير المقال والمحال للمحاكمة هاني بن بريك المتمرد على الشرعية، ويخضع لإشراف القوات الإماراتية في عدن كحال معظم السجون في المحافظات الجنوبية.