تعيش منطقة رأس العارة الساحلية بمديرية المضاربة ورأس العارة والمناطق المجاورة لها في محافظة لحج (جنوب اليمن) وضعاً صحياً مقلقاً نتيجة انتشار مرض وبائي يحتمل انتقاله عن طريق مصابين نزحوا عبر المنطقة من دول القرن الإفريقي في عمليات تهريب. وتشبه أعراض المرض وباء (الكوليرا) لكنه لم يعلن بعد عن طبيعته. بالرغم أن المستشفى الريفي في المنطقة سجل 400 حالة عدوى مرضية تم نلقها إليه حتى مساء الأحد. وطبقاً للمعلومات التي حصل عليها "المصدر أونلاين" فإن المرض خلف على مدى أسبوع من انتشاره 4 وفيات من أبناء المنطقة. وقالت مصادر صحية ل"المصدر أونلاين" إن المرض يحتمل أن يكون الكوليرا سيما في تطور أعراضه عند عدد من الحالات التي تعاني من إسهال مصحوب بنزيف دموي". ويرجح أهالي المنطقة أن تكون عدوى المرض قد انتقلت عبر أحد خزانات المياه المكشوفة الذي يلجأ إليه النازحين للشرب. وحسبما أفادت مصادر محلية في المنطقة ل"المصدر أونلاين" فإن مكتب الصحة العامة والسكان قام بتوزيع بروشورات توعوية تتضمن إرشادات الوقاية من الكوليرا وطرق دفن الموتى والسلامة والوقاية الصحية من الوباء. وقال أحد الصيادين في المنطقة ل"المصدر أونلاين" إن أحد خزانات المياه تشكل نقطة عبور للنازحين عبر قوارب مافيا المهربين الذين يتخذون من المنطقة نقطة عبور لعمليات تهريب البشر من القرن الإفريقي عبر الأراضي اليمنية إلى دول الخليج. وعلى مدى أسبوع، استقبلت مشافي محافظتي عدنولحج العشرات من الحالات المرضية، وتوقف ضخ المياه إلى المنازل خشية نقل عدوى المرض، لكن أزمة تموينية بعد توقف مشروع المياه في المنطقة أدت إلى استئناف ضخ المياه إلى المنازل بعد عمليات تنقيته بمادة الكلور لذلك الخزان المشكوك في انتقال عدوى المرض عن طريقه. يشار إلى إن الكوليرا من الأمراض الوبائية (البكتيرية) المعدية والتي تُسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا المنتجة للذيفان المعوي. وينتقل الفيروس إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى كوليرا آخرين. ولقد كان يُفترض لفترة طويلة أن الإنسان هو المستودع الرئيسي للكوليرا، ولكن تواجدت أدلة كثيرة على أن البيئات المائية يمكن أن تعمل كمستودعات للبكتيريا.