تسمع تقريعاً دولياً لأطراف الحرب اليمنية.. و تسمع أيضاً قرعاً لطبول الحرب! ما الذي يجري؟ المشهد يبدو ضبابياً .. و ما تراه ظاهرا مربك .. اذ ترى الأمر ونقيضه في آن ! .. تسمع صوت أمين عام الاممالمتحدة انتونيو غوتيرس يصف لأول مرة الحرب ب " الغبية " مطالباً بممارسة ضغوط لوقفها.. وتسمع البيت الأبيض في بيانات متتالية غير مسبوقة يحذر من استمرار عرقلة المساعدات الانسانية ويؤكد " المفاوضات والحل السياسي ضرورة " و يطلق وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحذيرات " لا حل عسكري " في اليمن وتواصل المتحدثة باسمه هيذر نويرت على نحو متكرر " قلقون على نحو بالغ من تدهور الوضع الإنساني " و تعلن عن تخصيص مزيد من الأموال لمساعدة اليمنيين وتعيد تذكير التحالف العربي والحوثيين بالمطالب المتكررة بشأن فتح المنافذ امام المساعدات والسلع و التوقف عن عرقلة وصولها الى جميع مناطق اليمن .. على ذات المنوال ذهبت بريطانيا والاتحاد الاوروبي .. تسمع كل ذلك وغيره مما يوحي ان الضغط الدولي بدأ فعلاً لإيقاف الحرب.! في المقابل يدين الأمريكيون والبريطانيون والاتحاد الاوروبي وغيرهم "أعمال الحوثيين الوحشية" وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان ويزيد ترامب في بيانه أنهم يعرقلون وصول الغذاء والدواء والوقود ويستخدمون المساعدات "لدعم حملتهم العسكرية ضد الشعب اليمني" و يتهم الحرس الثوري الإيراني بدعمهم وتسليحهم "ما يصعد من دوامة العنف ويضاعف معاناة الشعب اليمني" ويصف نفوذ المليشيات الحوثية بالخبيث وبأنه خارج هياكل الدولة اليمنية.. وكان مجلس الأمن قبل ذلك تذكر اخيراً القرار (2216) في بيانه الأسبوع الماضي بعدما اختفت الإشارة اليه في كثير من بياناته على مدى شهور. وتوجه الحكومة البريطانية نداءً إلى غالبية اليمنيين عبر المتحدث باسمها من أجل "التوحد خلف الحكومة الشرعية وتشكيل حركة وطنية لمواجهة طغيان الحوثيين" وفي ذات الوقت تنظم السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة نيكلي هيلي مؤتمراً صحفياً خصيصاً لاستعراض أدلة على دعم إيران للحوثيين وتستند في ذلك إلى الاستخبارات الأمريكية وإلى تقرير أصدره غوتيرس ذاته ومنها بقايا الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على الرياض بداية الشهر الماضي، وتتحدث أيضاً عن قوارب لمهاجمة السفن وصواريخ لاستهداف المدرعات حصل عليها الحوثيون من إيران وحينما تٌسأل من الصحفيين ماذا أنتم فاعلون؟ تجيب متحدثة عن خيارات تدرسها وزارة الدفاع الأمريكية بعد حديث عن تحرك في إطار مجلس الأمن وعن تحالف دولي لمواجهة أعمال إيران المزعزعة للإستقرار.. تسمع أيضاً أكثر من صوت في واشنطن أن الوقت حان للدفع بحل سياسي.. لكن من أجل التوصل إلى ذلك يجب أن يرى الحوثيون تهديداً عسكرياً"!
تربط ذلك بالتطورات المتلاحقة في المشهد اليمني بعد إعدام الحوثيين لحليفهم السابق صالح ومغادرة البعثة الديبلوماسية الروسية.. وبالمشهد الإقليمي ومن ذلك لقاء قيادتي السعودية والإمارات اللافت بقيادة تجمع الإصلاح اليمني .. وغيره من التطورات التي تعطي انطباعاً أن جولة جديدة واسعة من الحرب يجري الإعداد لها لتأديب ايران عبر قصقصة مخالب الحوثيين.
أو على الأقل إيجاد مبررات لاستمرار تأديبهم "بالقطعة" عبر استمرار الحرب بوتيرتها الحالية المنهكة لليمنيين.. كرد على موجة الرفض العالمي التي أعقبت إغلاق منافذ البلاد أمام المساعدات!