أوصى باحثون وأكاديميون بضرورة تجريم «الهاشمية السياسية» دستورياً وسحب الجنسية عن كل من يتبنى الدعوات العنصرية. وفي الندوة التي أقامها مركز «يمنيون» في جامعة «يو بي إم الماليزية» تحت عنوان «الهاشمية السياسية وخطرها على الأمة اليمينة» شدد المتحدثون على ضرورة إبراز جرائم «الهاشمية السياسية» وما ارتكبته من مجازر بحق الشعب اليمني منذ قدوم «الرسي» حتى عبد الملك الحوثي، وفتح باب للملاحقات القضائية التي يرفعها كل من لديه الحق القانوني.
واوصت الندوة بتضمين مناهج التعليم مادة الهوية في المنهج المدرسي والجامعي، «وبث مفردات الهوية عبر وسائل الإعلام لتحقيق تماسك الأمة اليمنية».
كما أوصت الندوة بإدراج مواد دستورية حول إنهاء الطبقية الاجتماعية والمساواة بين الناس، وتحويل ذلك لقوانين معمول بها في كل الدوائر الحكومية. والعمل على جعل رباعية الإصلاح العام (الإصلاح الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي) أولوية لكل الحكومات القادمة وبرامج الترشح الرئاسية.
و في ورقته عرف الدكتور فيصل علي رئيس مركز الدارسات اليمنية «يمنيون» الهاشمية السياسية بأنها «مصطلح جديد و يقصد به الهاشميين الذين يعتقدون أحقيتهم الدينية في الوصول إلى السلطة، بسبب نسبهم أو ما عرف بنظرية حصر الإمامة في البطنين، وهي النظرية السياسية للإمامة الهادوية في اليمن».
وأشار إلى ضرورة استخدام مصطلح الهاشمية السياسية في التعامل الأكاديمي والإعلامي والسياسي والقانوني، وأكد على أهمية إحياء الهوية اليمنية بين كل أفرد وفئات الشعب، مشيراً إلى وحدة الأمة اليمنية وكينونتها وشخصيتها الاعتبارية بين الأمم التي قامت على طول تاريخها العلاقات السياسية والاقتصادية معها من ألاف السنين.
ولفت إلى ضرورة دعم الجيش الوطني والشرعية والحكومة اليمنية، باعتبارها موصلة الى المشروع اليمني الكبير «وإن شابها بعض الضعف في أدائها إلا أنها كل ما يستطيع الشعب اليمني حالياً الاعتماد عليه، ودعا الأحزاب السياسية إلى إعادة بناء فكرها ووحداتها التنظيمية وفقاً للهوية ومشروع الأمة اليمنية، وأوضح رئيس مركز يمنيون أن بإمكان الأدب اليمني المشبع بالهوية والقضية اليمنية هزيمة مشروع السلالة».
من جهته قال الفنان فهد القرني في ورقته التي قدمها إن الهوية اليمنية هي ملاذ الشعب ولذا لابد من جمع الشعب على الهوية والحفاظ على اليمن، منوهاً إلى أن مشروع «الهاشمية السياسية» مهزوم لا محالة وتكمن الإشكالية فيما بعد الانتصار على هذا المشروع السلالي وكيف سيتم تخليص اليمن من هذه الفكرة القائمة على التفضيل العرقي في زمنة العولمة و أنسنة المجتمعات البشرية و تعايشها.
ودعا الأكاديميين في ماليزيا وبقية دول العالم الى ضرورة الاستعداد الى ما بعد النصر وتهيئة مشاريع وتجارب بناء وقيادة المؤسسات التي تحتاجها البلد.
إلى ذلك نوه الدكتور محمد شداد في ورقته المقدمة في الندوة، إلى ضرورة الفهم بأن المذهب الهادوي مذهب سياسي وليس مذهباً دينياً، «لأن فقهاء المذهب الهادوي من أئمة الهاشمية السياسية استخدموا الدين معبراً للسياسة والحكم. والسيف والبندقية أداة للقتل وإرهاب الناس وإخضاعهم، ولم يتم اختيارهم حكاماً يوماً ما طواعية وعن طيب خاطر من قبل اليمنيين» بحسب وصفه.
وقال إنهم استخدموا سياسة الإفقار والتجهيل للشعب اليمني طوال فترة حكمهم، ونوه الى أنهم «قاموا بفرض ما يعتقدون على الناس بالقوة عن طريق الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى مالم فالممانع ناصبي، حسب توصيفهم يظل محارب وفي دائرة الشبهة والشك ولا ينال أي حق من الحقوق السياسية والاجتماعية».
من جهة أخرى الدكتور عبد القوي القدسي فند في ورقته التي قدمها للندوة مزاعم التفضيل التي يدعيها الهاشميون بأنها تعارض نصوص الشرع الواضحة، وقال إن الهدف من ادعاء الأفضلية في العرق والدم ينبني عليه التسليم بالحكم للهاشميين، كما فند فكرة الخُمس وقال إنها «لا تشير من قريب أو من بعيد الى منح من يدعون الأفضلية الحق في شيء من مال الدولة دون وجه حق».
وأشار إلى أن كل الدساتير والتشريعات السماوية والأرضية «تضمن حرية التدين، لكن عندما يصبح التدين والاعتقاد خطراً على المجتمع ويسبب الصدام بين أبنائه بين الحين والآخر فهنا يجب أن يقف الجميع صفاً واحداً ضد هذا التدين المغشوش».
حضر الندوة العديد من الأكاديميين والشخصيات الاجتماعية والسياسية والمهتمين بالهوية اليمنية.