سنظل ننادي بإطلاق حريتهما هما ورفاقهما بالسجون حتى تحريرهما جميعا من قبضة السجان... فالمناضل العربي بجاش الأغبري الذي كان له شرف النضال في الساحة اللبنانية نصرة للقضية العربية بوجه العدو الصهيوني لا ينبغي أن يقبع كل هذه السنين الطوال في السجن، بتهمة كيدية تلفيقة تداخلت فيها أيادٍ سوداء خفية من خلف الستار. ومن المعيب على الجميع أن يظلوا صامتين وهم يرون هذا البطل العربي بجاش يأكل عمره السجن فضلا عن ظروف أسرية في غاية الصعوبة.. وهو يدخل عامه السابع عشر مسجوناً، أصبح بجاش الأغبري (أبو وعد) بحق عميد الأسرى والمعتقلين في سجون الظلم. فهذه صرخة نطلقها للجميع بألا يدخروا جهداً بالمطالبة بالإفراج عن هذا الشامخ الذي لم يستطع السجن والسجان أن ينال من عزيمته وقوة إرادته. فقد ظل بجاش طيلة هذه السنين محافظاَ على رباطة جأش غير عادية محتسبا عند الله ومؤمناً بأن قدرة الله فوق قدرة كل ظالم.. فالذي عرف «بجاش» خارج السجن وداخله لن يجد فرقاَ بين بجاش الحر وبجاش المعتقل؛ فالابتسامة والبشاشة لم تفارق وجهه الطلق، وحتى هيئة ملبسه ووسامة محياه لم تستطع سنوات السجن وقسوة الزنزانة أن تنال منهما، مثلما لم تنل من رفيق دربه في النضال على الساحة العربية في ثمانينات القرن الماضي المناضل البطل أحمد عمر العبادي (أبو حُميد) وهذا هو اسمه الحركي قبل أن ينجب عبد الحكيم وإخوانه بعد عودته المظفرة من ساحة النضال المشرف في ذلك الزمن القومي المتألق.. فالعبادي المرقشي كما وجدته وهو يشارف على دخول عامه الثالث بالسجن المركزي بصنعاء رجلٌ ذو إرادة صلبة مؤمن بحكم الله وقدره، إن كانت تلك هي إرادة الله التي وضعته خلف القضبان، ولكن العبادي يعرف جيداً أن ربنا قد حرم الظلم على نفسه ناهيك عن عباده، وأن من وضعه خلف هذه القضبان البائسة هي عصبة من الظلمة والمستقوين بقوة المال والسلطة وهمجية الرعاع، وإن محاكمته تلك وبالطريقة الوقحة لم ولن تنال من هذا النحرير بشيء.
فكما أسلفنا القول إننا لن نكلّ ولن نملّ من المطالبة بإطلاق سراح هذين الحرين اللذين من سخرية هذا الزمن الرديء أن يقبعا في السجون العربية، وهما اللذان لم تستطع قوات العدو الإسرائيلي بجبروتها أن تنال منهما، حتى وهما ينفذان أصعب العمليات الفدائية بالجنوب والبقاع اللبناني أثناء الغزو الإسرائيلي على لبنان في حزيران عام1982.
ولا أنسى في هذه العجالة المهمة أن نذكر أن هناك قرار إفراج صدر من صنعاء لإطلاق بقية المعتقلين الجنوبيين، بمن فيهم بالتأكيد أبناء جعار القابعين هم أيضا بالسجن المركزي بصنعاء، والمطالبة بالإفراج عنهم أمر يهم كل من تعزّ عليه حرية الإنسان وآدميته... نكرر دعوتنا للكل بأن يتذكر أن لهم إخواناً رمت بهم يد الظلم والتعسف خلف زنازن موحشة... فلا ننسى السفير قاسم عسكر وفادي باعوم والقنع والبطل أحمد بامعلم وأولاد طماح والعميد علي السعدي وبا قزقوز وبا مثقال وعمر سالم باعوم والسليماني وغيرهم ممن لا يزلون يقبعون في تلك الظلمات بمعية إخوانهم على ذمة أحداث صعدة.