حاوره: غازي العلوي قال الناطق الرسمي للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي د.عبده المعطري إن الأنانية وحب الذات والحسابات الضيقة تهدد مسيرة الحراك، وعندما تنتهي مثل هذه الأمور ستعود الأوضاع إلى نصابها الصحيح. وأشار المعطري إلى إن المعارضين لعقد المؤتمر الوطني الجنوبي يسعون لتدمير ما تم بناءه وفقاً لحسابات وأجندة محددة سلفاً. وحذر من يسعون إلى ذلك قائلاً "إذا لم تتوقف هذه المساعي سنضطر إلى كشفها في الوقت المناسب". وأقر المعطري بوجود خلاف بين قيادات الحراك في الداخل والخارج وقال"هذه مشكلة لا يستطيع أحد نكرانها وكان بودنا أن تكون العلاقة بين قيادات الداخل والخارج علاقة تكاملية وعمل مؤسسي لا يبني على أسس شخصية". وفي طي هذا الحوار الذي ينشره موقع المصدر أونلاين بالتزامن مع صحيفة الأمناء، اتهم المعطري أطراف – لم يسمها- بمحاولة السيطرة على الحراك منذ بداية إنطلاقته. لنبدأ من مدينة الضالع.. ما الذي يحدث وما هي حقيقة الوضع في هذه المدينة؟ وماذا عن حصيلة الضحايا والخسائر والأضرار؟ ما يحدث في الضالع هو إن أبناءها خرجوا كغيرهم من أبناء المحافظات الجنوبية للنضال السلمي المدني الحضاري بصدور عارية وواجهت السلطة هذا الحراك السلمي بعنف وهمجية و قصف عشوائي على المدينة والقرى والمناطق المأهولة بالسكان بمختلف الأسلحة وإطلاق الرصاص على المتظاهرين العزل دون رحمة أو وازع ديني وكانت حصيلة هذه الحملة الهمجية في الضالع ومنذ اغتيال الشهيد محمد ثابت الزبيدي وحتى يومنا هذا سقوط 53 شهيدا سقط منهم خمسة شهداء في يوم واحد في مجزرة الاثنين الدامي والأسود في الضالع واكثر من 17 جريحا وتعرض نحو 153 منزلا للقصف ناهيك عن الأضرار الأخرى في الحيوانات والمزروعات وغيرها.
وما موقفكم انتم في قيادة الحراك مما يحدث؟ موقفنا واضح وصريح وعندما نخرج لندين الجريمة الأولى تباشرنا هذه السلطة بجريمة أخرى كما حصل يوم الأثنين 7/6 والخميس 11/6 والسبت 19/6 و24/6 وعمليات القتل والجرح والاعتقالات مستمرة دون توقف.
تتهمكم السلطة وكذا أحد مكونات الحراك بالوقوف وراء الأحداث الأخيرة التي شهدتها وما تزال تشهدها الضالع وتجمع ان معظم الذين سقطوا او جرحوا اثناء تلك الأحداث هم من نشطاء الحراك فلماذا لا تسعون مثلاً إلى عقد هدنة مع السلطة على غرار هدنة الشيخ طارق الفضلي في زنجبارابين حقنا للدماء وحفاظاً على الانفس؟ إتهامنا من قبل السلطة شيء. ولكن أن يأتي إتهامنا من قبل أحد مكونات الحراك فهذا لا يصدق ولا يوجد من يؤكد هذا الإتهام وكل ما في الأمر إن تلك الإشاعات كلها واردة من مطابخ النظام وأساليبه والتمسك بالنضال السلمي دليل حرصنا على أرواح الناس. يتردد بأنكم في المجلس الأعلى للحراك الجنوبي شكلتم جناحا مسلحا؟ - لك الحق ان تقول ماتشاء. لست أنا من يقول ذلك ولكني أنقل ما يتردد في الشارع ؟ لم ننشئ ولم نشكل أي جناح مسلح ونضالنا سلمي ونحن أمامك لا نحمل السلاح ولا ندعوا لحمله ومتمسكون بالنضال السلمي وبيانات المجلس الأعلى للحراك السلمي وفروعه بالمحافظات تؤكد ذلك. ماذا عن المؤتمر الوطني الجنوبي لماذا يتم تأجيله من وقت لآخر.. هل هناك خلافات حالت دون عقده في موعده المحدد ؟ المؤتمر الوطني الجنوبي هو لب اتفاق 19/5/2009م في زنجبار، والذي على أساسه تم دمج مكونات الحراك السلمي الأربعة في مكون واحد هو اليوم المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي وفروعه بالمحافظات والمديريات والمناطق والأحياء على طول وعرض الجنوب والسير على طريق عقد المؤتمر بدأ منذ لقاء يافع في 17 و18 يناير 2010، وأخيراً تم حسم الأمر في الإجتماع الموسع للمجلس الأعلى وقيادة فروع المجلس بالمحافظات والذي انعقد في 30 يونيو 2010 وتم فيه وضع اللمسات الأخيرة لوثائق المؤتمر وسقف المندوبين وكذلك رؤساء اللجان العاملة والحوار مستمر مع كافة شرائح المجتمع بالمحافظات. وهنا أقولها بصراحة، من لا يريد عقد المؤتمر تحت أوهام وأعذار مختلفه هدفه تدمير ما قد تم بناؤه وبناء شيء جديد وفقاً لحسابات وأجندة وهذه المحاولات لن يكتب لها النجاح ونؤكد بأن هذه الأعمال اذا لم تتوقف فسوف نضطر الى كشفها في الوقت المناسب. هل تشعرون بأن ثمة شخصيات أو قوى سياسية تسعى الى السيطرة على الحراك الجنوبي وتعمل وفق خطط وأجندة لا تنسجم مع خطط وأجندة الحراك الجنوبي؟ أعتقد إنني قد أجبت عن هذا السؤال في الشق الأخير من الإجابة السابقة وللتوضيح أكثر أقول نعم هناك من يريد ان يسيطر على الحراك منذ بداية انطلاقته وحتى الآن ولكننا حافظنا على الحراك منذ اليوم الأول وحرصنا أن يكون مستقلاً لا يرضخ إلا لإرادة الشعب الجنوبي ولأهدافه المعلنة. ومن هو مع هذه الأهداف فالباب مفتوح أمامه. هناك من يقول بأن المجلس الأعلى للحراك الجنوبي يمثل الحزب الاشتراكي كون معظم قياداته من الاشتراكي؟ نحن في مجلس الحراك السلمي نستغرب مثل هذه الإدعاءات والإتهامات فأنا أتذكر إن مثل هذه الزوبعة مورست علينا قبل موعد عقد مؤتمر "نجاح" واختفت مباشرة بعد المؤتمر الرائع والنجاح العظيم والآن وقبل عقد المؤتمر نسمع مثل هذا وسوف نرد على مثل ذلك بما سوف يتمخض عنه المؤتمر العام إن شاء الله. ولكن هل تنكر بأن هناك قيادات بارزة في الاشتراكي تتربع على هرم مجلسكم ؟ بالعكس، فالنائب الأول لرئيس المجلس الأعلى صلاح الشنفرة قدم استقالته ليس فقط من الحزب بل من البرلمان وكذلك د.صالح يحيى سعيد نائب رئيس المجلس أعلن في مهرجان يافع بأن فك الإرتباط يجب أن يسبقه فك الارتباط مع الأحزاب، وهذا موقف القيادة العليا والمتوسطة. حزبنا الوحيد هو الجنوب فقط، وأنا أدعو الجميع، وأقول تعالوا نحدد يوماً نعلن فيه موقف الحراك الموحد من هذه المسألة في مهرجان عام وأمام الملأ، ولم ولن نكون مثل من يأمر الناس بالمعروف وينسى نفسه. هل تعتقد أنه يمكن ذلك بينما جميع قيادات الحراك مختلفون فيما بينهم؟ التباين موجود وهو حالة صحية ولا نخاف منه ومن الآن وصاعداً لن نرحل خلافاتنا كما كانت في السابق ووضع كهذا الذي نعيشه لا نعتقد إنه خلاف جنوبي، بل هناك آياد أخرى ليست جنوبية.
كيف تنظر إلى مستقبل الحراك في ظل هكذا وضع يسوده الخلاف بين قياداته في الداخل والخارج ؟ وتبادل اتهامات ضد البعض بعدم الإلتحام بالشارع وتصدر وسائل الإعلام فقط؟ هذه مشكلة لا يستطيع أحد نكرانها وكان بودنا أن تكون العلاقة بين قيادات الداخل والخارج علاقة تكاملية وعمل مؤسسي لا يبني على أسس شخصية، فإذا ما تخلينا عن العمل العشوائي، وبدأنا في العمل المؤسسى المنظم ليس للحراك فقط بل حتى في البناء الداخلي للدولة القادمة فالأفراد زائلون. وأما مسألة المشاركات في الفعاليات فهناك قيادات للعمل في المحافظات والمديريات، وقيادات أخرى لها مهامها. ونحن لا نريد شخصاً واحداً هو المسؤول المالي والإداري وهو الإعلامي والقائد الميداني لأن عملنا جماعي متعدد ومتنوع.
ما هو الخطر الحقيقي الذي تراه يهدد مسيرة الحراك ويمثل عائقاً أمام تطوره؟ الإنانية وحب الذات والحسابات الضيقة وعدم وجود النقد الهادف إلى البناء، فعندما تنتهي مثل هذه الأمور ستعود الأمور إلى نصابها الصحيح وذلك ليس بالأمر الصعب والمستحيل. ماذا عن علاقتكم بأحزاب اللقاء المشترك ؟ المشكلة مع المشترك هي بالعودة إلى جوهر القضية الجنوبية ولنبدأ القول بأن المشترك هو معارضه للسلطة في إطار الوطن الواحد مثله مثل أي معارضة في أي بلد في العالم، أما الحراك فهو المعبر عن جوهر القضية الجنوبية وهي إننا شعب ووطن وثروة ودولة وهوية توحدنا، وفشل مشروع الوحدة بالحرب على الجنوب. وماهو قائم اليوم هو احتلال، ونحن نناضل لإستعادة الدولة والهوية التي توحدنا بها فهل يفهم المشترك أنه بدون الرجوع إلى أصل المشكلة وهي أن طرفي المشكلة شمال وجنوب أي دولتين وليس معارضة وسلطة في إطار دولة واحدة.
كيف تنظرون إلى موقف الشيخ طارق الفضلي الأخير ودعوته في المؤتمر الصحفي الذي عقد في منزله إلى عقد مؤتمر عام بعيداً عن الشمولية والحزبية والمناطقية حسبما قال؟ اتفق مع الشيخ طارق فنحن بحاجة إلى مؤتمر وطني بعيداً عن المشولية والمناطقية والحزبية ونحن بحاجة إلى أن نبني علاقتنا الجنوبية المستقبلية بما يضمن عدم تكرار أخطاء الماضي بكل شوائبه والقبول ببعضنا البعض قولاً وعملاً، مشائخ وسلاطين وعمال وفلاحين وتجار ومناضلين ورجال دين وكل فئات المجتمع وإلا فإننا نعود إلى ما كنا عليه مثل "الرحى" حركتنا محدودة ولن تغير من الأمر شيئا.
ماذا عن استعداداتكم لإحياء الذكرى الثالثة لإنطلاقة الحراك الجنوبي التي تصادف يوم 13 يناير المقبل؟ أولاً نود التأكيد على إن الحراك الجنوبي قد انطلق يوم 24 مارس، يوم أعلنا الإعتصام المفتوح بالضالع ونحن من دعا إلى العرض العسكري في عدن من جمعيات المتقاعدين ونحن من حشد يوم 13 يناير بالهاشمي ونحن فعلنا كل ذلك منذ أشهرنا اللجان الشعبية في المركز الثقافي السلمي. من وجهة نظرك من يملك حق الحوار حول القضية الجنوبية سواء مع السلطة او مع أي قوى سياسية أخرى في الداخل او الخارج؟ إذا كنت تقصد لقاء القاهرة فليس هناك رد أفضل من رد المناضل محمد حيدرة مسدوس والذي قال فيه إن أي حوار عن القضية الجنوبية فخ سيدفن القضية الجنوبية ولهذا فإن القضية بين دولتين وإذا لم نستطيع إيجاد الحل على هذا الأساس فالأفضل أن نترك القضية للأجيال القادمة، ونحن في مجلس الحراك السلمي أعلنا موقفنا الواضح والصريح وهو فك الارتباط. وماذا عن مضمون بيان القاهرة؟ دعنا من الحوار الذي دار ونتائجه وأقول لك الرئيس علي ناصر شخصية جنوبية هامة من العيار الثقيل وقبله المهندس أبو بكر العطاس، وكذلك الإعلامي لطفي شطارة، وأنا بطبعي لا أسيء إلى أحد وأتمسك بالهدف الذي أجمع عليه أبناء الجنوب، ونناضل من أجل تحقيقه، وأقول دائماً في خطاباتي بأن إخواننا الجنوبيين الذين ما زالوا مع السلطة بمن فيهم عبدربه منصور هادي سيأتون يوماً ما معنا فهم جنوبيون ويعلمون حقيقة القضية الجنوبية وصراعاتنا في الماضي هي من أوصلتهم إلى هناك وأوصلتنا إلى ما نحن عليه، وعلينا أن نتخلص من الاستعداءات لبعضنا ونقبل بعضنا البعض وعلينا أن نضغط في هذا الإتجاه وكما كان الضغط على الداخل بالتوحد ولبينا النداء في 9/5 وسائرون في طريق اكمال المشوار ونقول للخارج ما قاله الأخ عيدروس حقيس عليهم بالتوحد وإلا فلا طاعة لهم.
لماذا لا تتجهون الى الحوار مع السلطة؟ السلطة تلك التي تريدنا ان نتحاور معها يجب عليها اولا ان تعترف بان الحراك يمثل الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وأن الحرب ما زاالت مستمرة علينا وإلا ماذا تسمي الأسبوع الماضي المدفعية والدبابات تقصف جحاف، ماذا تسمي حرب الإبادة التي يتعرض لها ابناء مدينة الضالع وقبلها المعجلة وزنجبار وعزان والديس وحوف وخور مكسر والصبيحة والحوطه وردفان. فالجنوب كله تحت الحصار والنار فأي حوار هذا كما أننا متمسكون بقرارت الشرعية الدولية 924/931 التي تطالب برفع القوات العسكرية من الجنوب وعليك أن تسأل كم عدد الألوية العسكرية الموجودة في الجنوب. السلطة في تخبط فهي لم تجد سوى إلقاء التهم وخلق الفتن وهي دولة بوليسية أخذت من تجارب العالم مايقهر الشعب ويضمن بقاءها فليس عندها شيء جميل فلا قضاء مستقل ولا ديمقراطية حقيقية سوى عبر وسائل إعلامها. بحكم موقعك كناطق رسمي للحراك هل ترى بأنكم قد أديت واجبك المطلوب في خدمة القضية الجنوبية منذ كنت ناطقاً للمتقاعدين؟ الحقيقة أنه في الفترة الأخيرة لا. والسبب بأن هناك أيادي عبثت في هذا الجانب ودخلاء حاولوا الزج بأنفسهم في ذلك. فعندما بدأنا في الحراك وبمساعدة صحيفة الأيام طرحنا قضيتنا بتدرج للرأي العام المحلي وكانت هناك مساعدة من الصحف الأهلية الأخرى خصوصا صحف المشترك، ولكن عندما أرتفع سقف الخطاب السياسي للحراك حاولت تلك الصحف الإبتعاد عنا ولكننا وصلنا الطريق وعبر الفضائيات والمواقع الالكترونية والصحف الخارجية ولم نترك مجالاً إلا خضناه بما في ذلك الندوات وقطعنا شوطا ممتازا، ولكن في الفترة الأخيرة كثر المنظرون والمتسلقون الذين يريدون يتخذون من الحراك مطية للوصول إلى أغراض خاصة ولتلميع أنفسهم لا لإبراز القضية الجنوبية ولكن دع هذا الجانب إلى وقت آخر فالحديث فيه طويل وأفضل إرجاءه إلى وقت لاحق.