رفع نساء وصاب الواقعة غرب محافظة ذمار والبالغ عددهن أكثر من حوالي ربع مليون امرأة نداء استغاثة عاجلة إلى كل المهتمين بحقوق الإنسان وحقوق المرأة على وجه التحديد والمنظمات الحقوقية والإغاثة المحلية والدولية وإلى كل إنسان يمتلك ضميرا حيا ووازعا دينيا وقيميا وأخلاقيا ، يطالبن فيه بسرعة التحرك لوقف المعاناة التي تعيشها المرأة في هذه المنطقة النائية والمحرومة من أبسط مقومات الحياة. وأوضح بيان الاستغاثة الذي ذُيِل باسم " رندا وأخواتها عن نساء وصاب" وحصل موقع المصدر أون لاين على نسخةٍ منه أن المرأة في وصاب تعيش حياةً مأساوية في ظروف سيطر عليها المرض والجهل ولاضطهاد.
وجاء فيه " إننا بدأنا نموت جوعا نظرا لحالة الفقر التي وصل إليها مجتمعنا الريفي ، فنحن نعيش في ظل مجاعة غير معلنة فالإمراض الناتجة عن سوء التغذية قضت إلى ألان على المئات من النساء والأطفال. لا زلنا إلى اليوم نعيش على التطبيب الشعبي والكي بالنار وأعمال السحر والشعوذة في اغلب مناطق وصاب ولا وجود لخدمات صحية مطلقا".
وأضاف "تمارس النساء في منطقتنا أعمالا شاقة وخطيرة تؤدي في الغالب إلى وفاة أو إعاقة الكثير من النساء، كجمع الحطب والعشب في الجبال الذي يؤدي إلى التردي من القمم الشاهقة أو تسلق الأشجار الكبيرة للغرض نفسه، أو جلب المياه من البرك والكرفان الذي أدى إلى غرق الكثيرات في تلك البرك.
تعمل المرأة في منطقتنا في الأعمال الخطيرة المشار إليها سابقا ما يزيد عن 18 ساعة يوميا وعلى مدار الأسبوع والشهر والسنة والعمر ، بدون راحة أو إجازات".
وتعاني معظم نساء المنطقة من أمراض عديدة ومتنوعة كالهزال والضعف العام والنزيف الحاد والملاريا وأمراض الكلى والحالات النفسية الصعبة ولاكتئاب وغيرها من الإمراض .
وتموت كثير من الحوامل أثناء الولادة نظرا لعدم وجود مستشفيات في مناطق وصابين وان وجدت في بعض الأماكن فهي مسميات لا اقل ولا أكثر، ويتعذر نقلهن الى المدن حيث تتراوح المسافة بين وسط وصاب ومدينتي الحديدة أو صنعاء نحو عشر ساعات في طرق جبلية وعرة.
وأضافت رندا بإسم نساء وصاب "لا يوجد في منطقتنا طبيبة واحدة على الإطلاق من مجموع مائتين وخمسين ألف امرأة، لم تلتحق من منطقتنا امرأة واحدة بالجامعة على الإطلاق من مجموع مائتين وخمسين ألف امرأة ، لا توجد في منطقتنا صحفية واحدة من مجموع مائتين وخمسين ألف امرأة. وان وجد حالات فهن ساكنات المدن مع أهاليهن". وأضافت "إن بناتنا محرومات من التعليم ويمارسن العمل منذ الصغر وأنه لم تدخل اى منظمة أو جمعية لتقديم خدماتها في منطقتنا إلى اليوم".
وطالبن في ختام بيان الاستغاثة بضرورة أن تقف المنظمات الحقوقية والمهتمين والصحفيين إلى جانبهن وأن يقوموا بتوضيح ماساتهن وتبنيها.