جماعة الحوثي دفنت قتيلها صالح الصماد اليوم في صنعاء بإجراءات مستعجلة وترتيبات كالتي تجريها الجماعة لأي احتفالية بذكرى مقتل أحد الكهنة والأئمة العنصريين الغزاة الذين فتكت بهم سيوف بني قحطان أو الذين قتلتهم سيوف بني أمية. الجماعة الحوثية ضاقت عليها الأرض ولم تجد لرماد قتيلها الصماد مكاناً تدفنه فيها غير البقعة التي اتخذها ثوار سبتمبر الذين صنعوا فجر اليمن الجمهوري مكاناً لرمزية الجندي المجهول وتعارف اليمنيون عليها نصف قرن من الزمان كمعلم جمهوري بارز.
هو الحقد على الجمهورية وعلى كل رمزياتها وتأكيد بأن هذه الجماعة هي مجرد طبعة قذرة ونسخة بالية من العهد الامامي البغيض الذي أسقطته ثورة سبتمبر الخالدة.
أحفاد الرسي وأبناء من هربوا في سبتمبر بشراشف نسائهم لازالوا يعيشون الرعب من مسمى الجمهورية وفكرتها الخالدة، ورغم 3 سنوات من الانقلاب لم يجرؤوا على إعلان انتصارهم عليها، لكن الأيدي والعظام القذرة التي أرادوا بها اليوم تلويث مقام الجندي السبتمبري المجهول هي تلك الأيدي والعقول التي خططت قبل أعوام لسحب دبابة مارد الثورة من ميدان التحرير لأنها تذكرهم بالقذيفة الأولى التي أطلقها البطل الشراعي ليلاً فانبثق عنها صبح صنعاء الجمهوري الذي تلون بعلم الجمهورية وزغاريد نسوة صنعاء لابنها الخالد الماجد المشير عبدالله بن يحيى السلال.
ثقوا أن كل دنس الحقتموه بالجمهورية ومعالمها سيرتد عليكم سعيراً وناراً ويراكم الحقد في نفوس اليمنيين أيها الغزاة الغرباء وسيدركون أن تسامح آباء الجمهورية الأوائل معكم بالأمس يحتاج إلى ضوابط وعمليات جراحة حاسمة تزيل التشوهات التي ألحقتها حقبتكم باليمن أرضاً وتاريخاً وإنساناً.
لم تتركوا من رموز اليمنيين ومعالم خصوصياتهم شيئاً إلا وطاله العبث الممنهج والطمس الحاقد والتزوير الفاضح، لذا ليس أمام اليمنيين مجال بالغد إلا أن يعاملوكم كما عملتم ويجازوكم بنفس فعالكم فهم الأصل وأنتم الطاريء ولم تحترموا لهم حاضراً ولا تاريخاً ولا حرمة، وها أنتم اليوم بفعلكم المستفز الوقح تكشفون مجدداً ومن وسط ميدان السبعين استحالة قدرتكم على التصالح والتعايش مع اليمن والاندماج فيه.
هل تذكرون يوماً قريباً أعلنتم فيه تحويل اسم ميدان السبعين إلى شارع عبدالكريم الخيواني؟!. سقط سخفكم ولم يقبله أحد وأعلنتم اليوم بلسانكم وغصباً عنكم أنه (ميدان السبعين) الذي يذكركم بصمود الجمهورية وانكساركم من أسوار صنعاء بعد حصار السبعين يوماً.
في الميدان اليوم، كانت تلعنكم كل الألسن اليمانية الجمهورية ولعنتكم أرواح شهداء وأبطال سبتمبر وفي مقدمتها روح السلال وروح بطل السبعين عبدالرقيب عبدالوهاب ولعنتكم أيضاً روح وجثمان حليفكم المغدور على أيديكم علي عبدالله صالح وجنبات مسجده الذي أردتم عبثاً سرقة اسمه ومقدراته كما سرقتم روح صاحبه ودولته وجثمانه أيضاً.
لو كنتم أوفياء لقتيلكم الصماد لنفذتم وصيته بنثر رماد جسده المتفحم تحت أحذية زوار قبر المخبول حسين الحوثي، لكنكم تدركون أنه لم يعد لمخبولكم قبر ولا زائرين وغداً ستضيق اليمن على أخيه وبقية لصوص السلالة ولن تجد لكم قبراً يحتويكم بإذن الله.
وعهداً على اليمانيين أن يطهروا في الغد القريب أرضهم الغالية من قباب وعظام وآثار كهنتكم الغزاة ابتداءً من الدجال الرسي إلى آخر روح قذرة لوثت البلاد وسفكت دماء اليمنيين.