يتزامن شهر رمضان هذا العام مع فصل الصيف؛ ما يزيد الشعور بالعطش والرغبة في تناول كميات أكبر من السوائل والمشروبات المرطبة والمنعشة خلال هذا الفصل من السنة، ونلجأ لمثل هذه المشروبات بشكل تلقائي لتعويض ساعات الصيام والعطش. ومن أبرز هذه المشروبات الشعبية التي يكثر استهلاكها خلال شهر رمضان مشروب “العرقسوس”. يقول الدكتور السيد محمود حماد أخصائي التغذية بالمعهد القومي للتغذية إن العرقسوس يأتي على قائمة المشروبات الرمضانية، وهو مشروب له فوائد عديدة، وهو مشروب رخيص يروي ظمأ العطشى. ونجح العرقسوس دائمًا في أن يفرض نفسه على الأحياء الشعبية والأحياء الراقية على حد سواء، خاصة مع توافره الآن في صورة سريعة التحضير تشجع على إعداده بطريقة سهلة وميسرة. العرقسوس له فوائد صحية وغذائية عالية جدًا فأبسط شيء أنه يتمتع بمذاق حلو مرغوب، وفي الوقت نفسه لا يحتوي على سعرات حرارية عالية ولا يضر السكر الموجود فيه طبيعيًا بمرضى السكر، وله قدرة سحرية على مقاومة العطش وإعطاء الإحساس بالانتعاش المتجدد وله فوائد عديدة مع من يعانون من قرحة المعدة والجهاز الهضمي بشكل عام. ويلعب هذا المشروب دوراً جيداً في فتح الشهية وتحسين عملية الهضم وتقليل أعراض حرقة المعدة والحموضة ويساعد على تقليل الإمساك كما يساعد على تغيير رائحة الفم للأفضل وترطيب الحلق ومقاومة الإحساس بالعطش. ونظرا لأهميته وفائدته الكبيرة، استخدم العديد من شركات الأدوية العرقسوس لإنتاج بعض العقارات أو تحسين خواص عقارات أخرى من حيث الطعم الخاص بها لإعطائها المذاق المقبول. ويستعمل نبات “عرق السوس” في الصناعات الغذائية -أيضاً- حيث يدخل في صناعة الحلويات والشوكولاتة لإعطائها نكهة خاصة. ونظرا لمحتواه العالي من البوتاسيوم فيجب الحرص عند استخدام العرقسوس خاصة مع مرضى ضغط الدم المرتفع إذ إنه يساعد في احتباس الماء ويساهم في رفع ضغط الدم وإحداث تورم في الأطراف السفلية، وقد يكون الإفراط في تناوله سببًا في تكوين حصوات بالكلى لذا ينصح بعدم الإسراف في تناوله بكميات كبيرة. وبشكل عام فإن كوبا أو كوبين من مشروب العرقسوس في الفترة من الإفطار وحتى السحور هي كمية كافية ومعتدلة للحصول على الفوائد الصحية للعرقسوس وتجنب العطش خلال نهار رمضان، ويجب ألا يخزن مسحوق العرقسوس لفترات طويلة حتى لا يفقد فوائده أو يتعرض للتلف.