أتمنى أن يتكتل الشباب الثوري المحايد والقوى الوطنية النظيفة؛ لبناء لبنات جمهوريتهم الرابعة، وفق رؤية سياسية عادلة، ومنهجية تقوم على تقدير الكفاءة. برعاية من الأممالمتحدة ممثلة بالسيد جمال بن عمر، ومتابعة من أمانة مجلس التعاون الخليجي، وممثلي المنظمات الدولية، ابتدأ اليمانيون حوارهم الشاق لبناء لبنات جمهوريتهم الرابعة، بأجندة مفتوحة ومغلقة في نفس الوقت؛ مفتوحة بتطلعات وآمال الشباب الثوري المُحايد، أو بتعبير سياسي أدق، غير المُؤدلجين سياسيا ولا يتبعون أجندات حزبية حاضرة، أولئك المُغيَّبون بشكل كبير عن تداعيات المشهد السياسي ومتغيراته، الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم في سبيل تغيير نظام بأكمله، وولوج عهد سياسي جديد، لا يحمل قادته وزر عهود سالفة، لكن آمالهم قد خابت، ومثاليتهم قد ألقت بهم إلى حيث حطت أم قشعم، وقادهم حماسهم وتجربتهم السياسية القاصرة، وعدم استماعهم لمختلف الأصوات المُحذرة من تداعيات المشهد، وكنت أحدها، قادهم كل ذلك إلى حيث تفاصيل هذا المشهد السياسي الحاضر، الذي يقود الحوار فيه رموز سياسية منتمية بعمق إلى فترة الجمهورية الثالثة، كالدكتور عبدالكريم الإرياني وغيره من قيادات المؤتمر الشعبي العام، والأستاذ محمد اليدومي وعبدالوهاب الآنسي ومن ورائهم عشيرة آل الأحمر وغيرهم من قيادات التجمع اليمني للإصلاح، علاوة على بعض قادة اللقاء المشترك، الراغبين كمحترفين في الحفاظ على مكتسبات المرحلة القائمة، والاكتفاء بما تحقق من خروج الرئيس ومن إليه، باعتباره هدفا ثوريا قد تحقق. وواقع الحال فذلك ما كنت أحذّر منه في حينه عبر عديد من المقالات والحوارات الفضائية، وقت أن كان الشباب الثوري يرفعون أصواتهم مطالبين بتنحي الرئيس، دون التنبه إلى أن الحكم في اليمن كان قائما على منظومة ثلاثية الأبعاد، يُشكل أحد أطرافها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أما بقية الأطراف فهي حاضرة اليوم ولكن بقناع جديد، وهندام مختلف، يهدفون إلى وراثة الجمهورية الثالثة، مع إضفاء ما يناسبهم من تعديل يكفل لهم الحفاظ على مصالحهم السياسية المرتقبة، فهل سيتحقق ذلك فعلا؟! على كلٍ .. أترك الإجابة لمرحلة لاحقة، وأتمنى أن يستوعب الشباب الثوري المحايد والقوى الوطنية النظيفة الأمر، وأن يتكتلوا لبناء لبنات جمهوريتهم الرابعة، وفق رؤية سياسية عادلة، ومنهجية تقوم على تقدير الكفاءة والبعد عن التحاصص الطائفي والمناطقي والعشائري، والأهم الوصول إلى توافق وطني حقيقي ينطلق من ثقافة المشاركة وليس المغالبة، واحتواء كل المناطق المنكوبة والمُهمَّشة، وإيجاد حل جذري لقضية الجنوب على النطاق السياسي والشعبي، فهل إلى ذلك سبيل؟! بقي أن أشير إلى أن الجمهورية الأولى قد انتهت بولادة حكومة الوفاق الوطني سنة 1970م، لتبتدئ بعدها الجمهورية الثانية حتى سنة 1978م، لينخرط اليمن بعد اغتيال الرئيسين الحمدي والغشمي في فترة الجمهورية الثالثة حتى الوقت الراهن، ويبقى الباب مفتوحا حتى اللحظة لولوج عوالم الجمهورية الرابعة، أو البقاء رهن تداعيات المشهد السابق (المدينه السعوديه)