سبعة اسابيع كانت الفارق الزمني بين تكبيرة جلال بلعيدي الشهيرة ومجزرة ذبح الجنود ال14 في شبام حضرموت وبين صرخة سيد مرآن في صنعاء وهروب الجنرال العجوز منها. لايمكن انكار ان ازالة الجنرال العجوز وعائلة الاحمر تشكل علامات مضئية في عملية التغير الجارية في البلد الا انة من المهم التنبة الي ان دخول الحوثيين صنعاء يعني تجاوز لمطلبهم في الشراكة في العملية السياسية القائمة في البلد الي مطلب جديد وهو قيادة العملية السياسية برمتها. هذة الرغبة في القيادة من قبل جماعة محصورة بخلفيتها العقدية يجعلها في وضع تصادمي مع الاخرين ويمهد الطريق لحرب طائفية. جملة من الحقائق يجب التوقف عندها: 1- فرضية استمرار وجود الجماعة الحوثية في صنعاء وبقائها في قمة السلطة هو تقوية لنفوذ القاعدة ودواعش اليمن واعطائهم فرصة اكبر للحركة والمناورة وتحويل الصراع السياسي الي صراع مذهبي باامتياز. 2- مجزرة ذبح الجنود ال14 في شبام حضرموت من جهة ومحاولة الحوثيين الاستفراد بالسلطة من جهة اخري قد تقودنا الي فخ الحالة العراقية. فداعش في العراق هي نتاج للفشل السياسي في بغداد. وبالتالي استمرار الفشل السياسي في صنعاء سيقود حتما الي نسخة عراقية اخري في اليمن. بمعني اخر دخول صنعاء في دوامة جديدة من صراع النفوذ وبما يبعد الانظار عن تنظيم القاعدة واخطارها. 3- تداعيات الاصرار الحوثي لقيادة العملية السياسة في صنعاء واضح من خلال استغلال القاعدة لهذا المناخ والقيام بتنفيذ عدد من اعمال العنف في مأربوالبيضاء يوم الاحد الماضي راح ضحيتها العشرات من الحوثيين انفسهم وذلك بتفجير سيارة مفخخة في تجمع بمستشفى بمأرب تابع للحوثيين وهجوم آخر على سيارة نوع (فيتاراء) في البيضاء وقتل خمسه اشخاص حوثيين كانوا بداخلها وتبنيه على أنها ردود افعال الانتقامية من اعمال جماعة الحوثي في صنعاء. 4- الجماعة الحوثية في بنيتها العقدية لاتعترف بالرائ والرئ الاخر. خطابها الاعلامي الداعم للديمقراطية هو خطاب للاستهلاك المحلي ليس الا. البنية الفكرية للحوثيين لاتسمح بالتصادم او اعتراض فكر ورؤئ السيد المدعوم والمعين من السماء حسب معتقد الجماعة. وفقآ لعلي العماد القيادي في الجماعة، ومسؤول الملف الإعلامي، فان كل ماينتقص او يقلل من رؤية السيد يعتبر اعلام غير موضوعي ويجب منعة وهو عين رؤية الدواعش الذين يرفضون كل من يعترض فكرهم. 5- وفقآ لزيد البعوة وهو احد المقربين من جماعة انصار الله " ان كلا من محمد المقالح وعبدالكريم الخيواني ليسوا من انصار الله وانما متحوثيين فقط يريدون فرض ارائهم تجاة قيادة حكيمة مختارة من اللة ." اذا من الواضح ان انتقاد السيد المكلف من السماء مرفوض باعتبار ذلك “حراماً” في أدبيات الجماعة. وهذا الطرح لايختلف كثيرآ عن رؤية الدواعش اللذين يعتقدون ان تفسيرهم للدين هو التفسير الاصح ومادونة هو محض باطل وافتراء. بالمجمل السلطات الالهية التي تعتقد جماعة الحوثي ان سيد مرآن يمتلكها لاتختلف كثيرآ عن رؤية الدواعش بحقهم الالهي بتفسير الدين كما يحلو لهم. من الواضح ان خيارات الحوثيين قليلة فاما التراجع عن قيادة العملية السياسية والاكتفاء بالمشاركة بها او التصادم مع قوي المجتمع الاخري وهو مايعني امكانية تراجع لنفوذهم وكما حدث مع الاصلاحيين والجنرال. ___________________ [email protected]