شباب بعمر الورود، ينظر للغد والمستقبل بعيون باسمة، تتطلع للمستقبل بحماس الشباب وتفاؤله واشراقته، طموحات يافعة منطلقة وقدرات خلاقة نعجر دوما عن تنميتها. في الصباح الباكر وربما قبلها، وفي يناير القارس، أطرافهم متجمدة، وعلى خواء بطونهم، ينتظرون ولكن.... نفوس خبيثة تجردت حتى من مشاعر الآدمية والرحمة كانت بالمرصاد لشباب صغير وآمال كبيرة.. عقول سقيمة بالحقد.. بالوحشية ترصدتهم وناثرت أحلامهم وكفاحهم مع أشلائهم ودمائهم مع شمس الصباح التي لم يتدفؤوا بها بعد... دماؤهم الساخنة سالت على الأرصفة الباردة وتطلعاتهم انفجرت قبل أن تبصر النور لم تشفع لهم معاناتهم ووقوفهم وانتظارهم, ولا نفوسهم البريئة من وسخ الصراعات ونجاسة السياسة لم تشفع لهم قسوة البرد البادية على وجوههم من قسوة القاتل وغلظة قلبه وتحجر مشاعره ترصدت لهم يد الفكر الشيطاني.. لماذا هؤلاء الشباب؟؟ ماذا يمثلون لهم من هدف ليستهدفوهم؟؟؟ هو إجرام ومخطط خبيث يستهدف الغد القادم، وما يمثله هؤلاء الضحايا، ليزرعوا في عقول الشباب المتفتحة ثقافة العنف ، وليسود فكر الخوف واليأس، بدلاً عن التحدي والطموح، وليسيطر الغضب والإحباط، وهاجس النقمة والثأر في المجتمع، لتعمى البصائر. هيهات وأنى لهم... دماؤكم الساخنة ستكون نارا مستعرة على قاتليكم بدءاً بأعلى الهرم مروراً بكل القوى المتصارعة على حساب الأبرياء والضحايا الآمنين في بلد لا أمان فيه... لو أن لأحدهم ذرة من مشاعر أبوة أما الضمير والإنسانية فقد وضعوها تحت كراسي السلطة فلو كانت لهم مشاعر أو ضمائر ما بقي أي منهم على كرسيه.. بلد يحتاج فيه الامن والمنتسبون اليه أولاً يحتاجون الى الضبط قبل أن يتشدقوا زوراً وبهتاناً بقولهم بالسعي لضبط الامن فليضبطوا انفسهم وضمائرهم أولاً حتى من يدعون أنفسهم انصار الله أُفرغ مبناهم قبل انفجاره صباح الاحد!! وضبطوا أمنهم يوم احتفالهم.. أما الضحايا على أرصفة كلية الشرطة ليسوا من أمنهم ولا يعنون لهم فتُركوا لمصيرهم المؤلم... يا سلطة النفاق يا سلطة الصفقات يا سلطة أحجار الشطرنج ضعوا أنفسكم مكان أهالي الضحايا أمهات ثكلى واباء مكلومون وأهل محزونون متألمون بل أين أنتم من دماء الضحايا أين تفرون حين تستعر عليكم تلك الدماء وتلك الأرواح المزهقة ظلماً وعدواناً بفسادكم وطغيانكم ((وقفوهم إنهم مسؤولون))