بدلاً من التسليم بالواقع الجديد الذي ترسمه المقاومة الشعبية في اليمن؛ لجأ الحوثيون إلى مزيدٍ من الإجراءات التصعيدية الانتقامية فكثَّفوا قصف الأحياء السكنية وشنّوا هجمات متفرقة وواصلوا التضييق على المدنيين. لكن شيئاً لم يختلف على الأرض، فما تزال القوات الموالية للشرعية والمتمتعة بتأييد شعبي واسع تتقدم يومياً لتحرِّر القرى والطرق السريعة والمراكز العسكرية والمنشآت الحيوية في مقابل تقهقر لافت لقوى التمرُّد يعبر عن انهيار معنوي وتخبط تنظيمي. هذا الانهيار دفع الجماعة المتمردة إلى إطلاق حملة لتجنيد الشبان في العاصمة صنعاء تمهيداً لإرسالهم إلى جبهات القتال خصوصاً في عدن وتعز. وبلغةٍ أخرى؛ تحاول الجماعة إلقاء مزيدٍ من المغرَّر بهم في قتالٍ تقول المعطيات إنه سينتهي حتماً بانتصار الشرعية. حملة التجنيد تعتمد على شعارات زائفة ك «النفير» و»التعبئة» وكأن الطرف الآخر في الصراع ليس يمنياً. هذه الخطوة المتهورة التي تستند إلى خطاب الكراهية وتعزز الخصومة وروح الثأر بين مكونات الشعب اليمني الواحد؛ ليست إلا مؤشراً إلى مدى البؤس الذي وصل إليه عبدالملك الحوثي وحليفه علي عبدالله صالح. كان الحوثي يدعو قبل احتلال العاصمة وبعده إلى دمج عشرات الآلاف من أنصاره المسلحين في القوات النظامية، وها هو الآن يستجدي الشبان المدنيين محاولاً إغراءهم بالانضمام إلى ميليشياته التي أصيبت بالإنهاك والضعف جرَّاء خوضها حرباً ضد اليمنيين. إجمالاً؛ يمكن القول إن الألاعيب الحوثية لم تعد تنطلي على أحد، فلا الترهيب بالقصف أثمَر؛ ولا الترغيب من خلال حملات التجنيد سيجدي نفعاً.