بعد كل ما اكتشف في البحرينوالكويت أخيراً, هل تريد حكوماتنا أدلة دامغة اكثر على الارهاب الايراني كي تتخذ الاجراء المناسب مع نظام لم يُقدِم يوما, ومنذ 36 عاما خطوة واحدة تثبت انه يسعى الى علاقات سلام واستقرار مع جيرانه؟, أليس الاجدر بهذه الحكومات سماع اصوات شعوبها؟ منذ زمن طويل يسود الاعتقاد بين شعوب الخليج أن لا بد من اقفال باب الشر الايراني كي تنعم دول “مجلس التعاون” بالأمن والاستقرار, وأن الديبلوماسية الهادئة والعمل بسياسة حسن الجوار مع نظام كهذا لا مكان لهما طالما لم تتغير سياسته الرامية الى الاستحواذ على المنطقة ومصادرة قرارها, ولذا لاقت الخطوة البحرينية بسحب سفيرها من طهران وطرد القائم بالأعمال الإيراني تأييدا عارما بين شعوب دول المجلس, وما تنتظره هذه الشعوب اليوم هو إكمال شقيقات البحرين سلسلة تلك الاجراءات بقطع علاقاتها مع ايران كي تنهي هذا الصداع المزمن الذي يبدو ان لا علاج له الا الكي. لم يعد خافيا على احد ان سياسة “بالتي هي أحسن” التي اتبعتها دول المجلس كانت تترجم ايرانياً على انها ضعف عربي, كما رأت طهران في الصبر والنفس الطويل والحكمة والتأني بالقرار خوفاً من عربدتها في الاقليم, بدءا من لبنان مرورا بسورية والعراقواليمن وصولا الى البحرينوالكويت, الى حد كانت, ولا تزال, تصم آذانها عن اصوات التعقل وتقابلها بالتهديدات التي لا يمكن من خلالها إقامة اي حوار بين ضفتي الخليج, لأنها ستفسر ذلك رضوخا عربيا لسياستها الارهابية, وبالتالي فان اغلاق هذا الباب بات ضرورة, اذ لا يمكن بعد اكتشاف هذه الكميات الهائلة من الأسلحة والمتفجرات, ومصانع العبوات الناسفة في البحرين, والادلة العديدة على تورط سفارة طهران في المنامة بالمخطط التخريبي, القول إن هناك امكانية ما لعلاقات حسن جوار مع نظام يتوسل القتل والدمار, فهذه السياسة ستعني ان دول الخليج تغض النظر عن خطر يتهدد وجودها, لا تستثنى منه اي دولة, فلا الكويت ستسلم ولا الامارات أو قطر, فيما تبقى المملكة العربية السعودية الجائزة الكبرى التي يسعى اليها نظام الإفك, وبشتى الطرق, ولنا في التهديدات التي اطلقها مرشد النظام علي خامنئي قبل ايام الدليل الواضح على العدوانية الايرانية تجاه ارض الحرمين الشريفين, فهي اعلان حرب واضح. على دول مجلس التعاون الخليجي, وفي طليعتها المملكة العربية السعودية الانصات جيدا الى صوت شعوبها المطالبة باتخاذ قرار تاريخي تأديبي ضد نظام ملالي فارس, بقطع العلاقات الديبلوماسية والتجارية والاقتصادية كافة, كي لا تبقى سفاراته في عواصم المجلس اوكار تجسس وإرهاب وتخريب واثارة فتن طائفية وعرقية, بل على هذه الدول ان ترد بالسياسة نفسها من خلال مساندة المقاومة العربية الاحوازية في سعيها الى استقلال اخصب واغنى الاراضي التي سيطرت عليها ايران في مطالع القرن الماضي, وعملت على تفريسها وطمس هويتها العربية. نعم, لدى منظومة الخليجي الكثير من اوراق القوة التي يمكن ان تواجه بها الشر الايراني, ولها في تحالف عاصفة الحزم المثال الاكثر وضوحا في هذا الشأن, فهو أساس يمكن البناء عليه بتحالف سياسي – عسكري – اقتصادي عربي واسلامي لمواجهة السياسة الفارسية القائمة على التآمر والغدر والتوسع, ولنا في تاريخنا العربي العديد من المحطات التي سُحقت فيها قوة بني ساسان العدوانية, أكان قبل الاسلام في معركة ذي قار حين هزم المناذرة كسرى انوشروان, او في الاسلام عندما هُزم الفرس في القادسية, ففي الوقت الذي كان العراق دائما مقبرة الفرس, يتحول العديد من الدول العربية اليوم مقبرة كبرى لهم, أكان في اليمن حيث دحر مشروعهم التوسعي او في العراق و سورية, ولا شك ان اذنابهم في بقية الدول سيذوقون طعم الهزيمة, اذ لا يبدو ان احفاد كسرى تعلموا من التاريخ لذلك لا بد ان يتعلموا اليوم الدرس بوقفة عربية حاسمة ربما يعيدهم ذلك الى رشدهم, رغم ان لا رهان على طغمة الجنون والارهاب. رئيس تحرير "السياسة" الكويتية