دعوني اصارحكم واقول انكم جميعاً لم تعرفوا الجماعة الحوثية حق المعرفة ، ولكنني أنا الذي اكثر من يعرفها ، وأنا المؤتمري الوحيد الذي اكتشفها على حقيقتها في وقت مبكر ! دعوني اتحدث عن مافي نفسي ، دعوني افضفض وابوح واشرح واتكلم بكل صراحة ومصداقية ووضوح ، فلقد صمت وسكت وتحفظت كثيراً ، وفي هذا المقال سأتناول حرب الجماعة الحوثية لحزب المؤتمر الشعبي العام في محافظة إب على مستوى الجانب الشبابي والكوادر البارزة ، وسوف استشهد بأدلة واقعية وحقيقية عايشتها بنفسي ، وهي ماتؤكد ان هناك خطة حوثية مسبقة لحرب المؤتمر واستهداف شخصياته واستقطاب واحتواء وتأطير شخصياته الاجتماعية وكوادره الشبابية ، وماحدث في إب خير مثال على ذلك ، فحرب الحوثي للمؤتمر تجعله يخسر ثقله الاجتماعي ويفقد مستقبله الشبابي . حرب الحوثي لمؤتمر إب لم تبدأ منذ وصوله إلى المحافظة ، ولكنها بدأت قبل ان تسقط دماج فهي تتنفذ عبر خطة مسبقة ، واكثر مافاجأني اني وجدت ان قيادة الجماعة الحوثية قبل سقوط دماج لديهم المعرفة الكاملة والتصنيف والرصد لكل الكوادر الشبابية المؤتمرية في محافظة إب من ناشطين ومثقفين وغيرهم ، وتلك المعرفة وذلك التصنيف لم يكن موجود عند قيادة مؤتمر إب انفسهم .، وهذا مايدل على ان جماعة الحوثي تستهدف شباب المؤتمر لتحارب الحزب من داخله وتلحق به خسارة فادحة تجعله يفقد مستقبله المرسوم في طموح شبابه ، وقد تمثلت حرب الحوثي لشباب مؤتمر إب باستخدام طريقتين الأولى : الاستقطاب والاقناع والاحتواء ، والثانية : الاقصاء والتهميش . قبل فترة مايقارب عامين او أقل بقليل ، قمنا بتأسيس حركة ملاذ الشعبية بمحافظة إب ، للمطالبة باسقاط حكومة الوفاق ، ورغم اننا كنا نعلم كل العلم اننا كشباب غير قادرين على إسقاط الحكومة ، ولكن كان هدفنا الرئيسي هو ان نشكل ضغط عليها على الأقل لتصحح مسارها وتعالج اخطاءها ، وبعد اول خروج لنا في 14 يناير استدعاني احد القيادات الحوثية إلى صنعاء باعتباري مؤسس ومسؤول عن حركة ملاذ في إب ، وسافرت إلى هناك مباشرة والتقيت به وانضممت إلى لجنة 11 فبراير التي كان يقودها الاستاذ احمد سيف حاشد ، واستمرت لقاءاتي الخاصة مع ذلك القيادي الحوثي لمدة مايقارب عشرون يوماً ، وبكل صراحة لازلت احترم ذلك الرجل إلى يومنا هذا رغم اختلافي معه ، فلقد كان يستقبلني كل يوم استقبال رائع ويهتم بي اهتمام غير عادي ،، وفي بداية ايام لقاءنا كان يحدثني عن عفاش وآل صالح والرئيس هادي والبركاني واغلب قيادات المؤتمر ويسبهم ويشتمهم ، ولم اجده يوماً يتكلم عن علي محسن وبيت الاحمر وحزب الاصلاح وجماعة السلف ، فقلت له : هل تريد مني ان اقدم استقالتي من المؤتمر ام كيف؟ فقال لي : خليك مؤتمر ولكن كن معنا بقلبك وفكرك ونحن سندعمك حتى تصير قيادي كبير في الحزب ، وايضاً نريد حركة ملاذ ان تكون مكون تبع انصار الله ولاتتبع او تنفذ سياسة احد غيرهم ونحن سندعمكم دعم بغير حدود ،، ثم استمر معي في مناقشة اشياء كثيرة جداً ، وغير اهداف الحركة التي قد كنا اتخذناها من قبل وحول اهدافها إلى نصرة المظلوم ومحاربة الفساد والمطالبة بمحاكمة الفاسدين ورفض الوصاية على اليمن ، وانا بدوري قبلت تلك الاهداف وتفاعلت معها لأنها منطقية ولم اكن اعلم انها مجرد كلام لدى الجماعة الحوثية ولم يتنفذ منها شئ على الواقع ، وفي آخر ليلة من لقاءاتي مع ذلك القيادي الحوثي قال لي : محمد اريد منك ان تسافر إلى إيران لمدة عشرة ايام وتعود وقد رتبت لك ذلك الموضوع ! ففرحت وظننت ان الامر نزهة ورحلة سياحية وتغيير جو ، فقلت له : لوسمحتم ارجوكم حولوا الرحلة إلى الحبشة فأني والله شخص مولعي احب اخزن وارن لما اقتلب "واو" ، والمشكلة اذا سافرت إلى إيران مافيش هناك قات ولن استطيع ان انام ، لأني اذا ماخزنت سيأتيني كابوس الرازم او الدكاك ويفعل لي ليالي حامية غباره ! فقال لي : ان الموضوع ليس رحلة سياحية ولكنه لعمل خاص ولن يستطيع ان يغيره إلى دولة أخرى ! فقلت له : أمر حلو وعلى الأقل سوف التقط هناك صورة في إيران خاصة بي وانشرها في موقعي في الفيسبوك على شأن اهنجم واظهر اني شخص مهم ، ومش مشكلة لوجبت قليل من الخرط في ذلك المنشور واقول ان احمدي نجاد استقبلني إلى المطار وفرش السجاد بيديه عندما نزلت من سلم الطائرة ! فقال لي : ان الامر غير معلن ولكنه سر ولايجب ان يعرف احد عن سفري إلى إيران ، ثم اخبرني انه قبل فترة تم إرسال ثلاث شخصيات من اقليم الجند إلى إيران ، شخصيتان من تعز وشخصية من إب ، ولكن القيادة في إيران عاتبتهم وقالت لهم نريد شخصيات شبابية وليس كبيرة في السن ، فكان منهم ان اختاروني كشخصية شابة من إب وشخصيتين اخرى من تعز لنسافر إلى إيران ! فقلت له : ولماذا لم تختاروا احد غيري من إب واخترتموني أنا ؟ فقال لي : لأننا وجدناك شخصية شبابية بارزة ونشيطة تستطيع التكلم وقادرة على ان تعود للعمل بقوة في صفوف شباب المؤتمر ! فأحسست بالخطر وكدت ان ارفض في ذلك الوقت ، ولكن إبليس كان موجود معنا كعادته في التواجد معنا والمشاركة في كل اللقاءات ، فوسوس لي الشيطان وقال لي : يااهبل سافر إيران وعلى الاقل سوف تحصل على مبالغ الآف الدولارات المقررة لك كبدل سفر ،، سافر سافر وهذه فرصة انتبه تضيعها من يدك !! فوافقت على السفر وطلبت من القيادي الحوثي ان ارجع إلى إب لمدة اسبوع ارتب فيها بعض اموري واقضي بعض الاغراض ثم اعود إلى صنعاء واسافر إيران ،، وعندما عدت إلى إب تراجعت عن الموافقة ووجلست اتحدث مع حظي السئ والومه واعاتبه واقوله له لماذا جأتني بالسفر إلى إيران ،، ولماذا لم يكن إلى الحبشة او مصر او تركيا او غيرها من الدول ، واما إيران فأني أفضل الصومال عنها لأن هناك سألتقي ببعض الاصدقاء من ابناء الصومال الشقيق الذي تعرفت عليهم في اليمن !!! ولماذا ايها الحظ جأتني برحلة إلى إيران امثل فيها محافظة إب في لقاء يحمل فكر احارب فيه فكري ، ويفرض حرب احارب فيها حزبي ،، ولماذا ايها الحظ لم تأتيني برحلة إلى اي دولة اخرى لاشارك في القاء قصيدة شعرية في محفل دولي ، او اشارك في مؤتمر او ندوة امثل فيها محافظتي ووطني خير التمثيل !!! وبعد فترة اسبوع تواصل معي ذلك القائد الحوثي ، ولكنني قلت له : اني قد غيرت موقفي لأنني التقيت بك على شأن نسقط الحكومة ، ولكن اذا لازلت مصر عليا ان اسافر ، فعليك ان تنقل باسندوة وحكومة الوفاق من صنعاء إلى طهران ، وأنا بعد ذلك سوف الحقهم إلى طهران واطالب باسقاطهم هناك ... وبعد جمدت نشاطي في المطالبة باسقاط الحكومة عندما اكتشفت ان ايران هي وراء ذلك وهي من تريد ان تجعلنا نحارب ونعمل ضد الحكومة والرئيس هادي وحزب المؤتمر الذي ننتمي إليه . بعد فترة بسيطة رشحني الشيخ عبدالواحد صلاح لعضوية اللجنة الدائمة المحلية ، ورفع لي مذكرة إلى اللجنة العامة ، وأنا بصراحة اشكر الشيخ عبدالواحد فقد حاول ان ينصفني تنظيمياً وقدر جهدي ونشاطي وتضحياتي ، ورغم ان معارضتي وانتقادي للشيخ عبدالواحد في المرة الاخيرة كان ناتج عن حبي له لأنني لا اريد ان يقبل قرار جماعة الحوثي بتعيينة محافظ المحافظة كي لاتحرق شخصيته ويتحمل فشل غيره وهو ماحدث بالفعل ، وعندما ذهبت إلى صنعاء لمعاملة قرار عضويتي باللجنة الدائمة تم عرقلتي ومصادرة مذكرتي ، وحين استفسرت احد اصدقاءي من القيادات هناك ، اخبرني ان احد الاشخاص ينتمي لسلالة آل البيت هو من يتولى ملف محافظة إب بهذا الخصوص ، وقد عرقل موضوعي أنا فقط ولايعرفون ماهو السبب ،، فعدت إلى إب غير مهتماً بالموضوع لأنني لا اعتبر الحزبية بالبطائق والعضوية ، ولكنها بالقناعة والمواقف الواقعية ،، ولأنني غبي لم اعرف وابحث عن اسباب عرقلتي في اللجنة الدائمة ؟؟؟؟ وبعد ان وصلت الجماعة الحوثية إلى إب بفترة بسيطة ، استدعاني احد القيادات الحوثية وذهبت إليه وجلست معه في فندق الملكة أروى ، وهناك اخبرني انهم غاضبين مني لأنني انتقدهم بمنشوراتي واكتب ضدهم قصائد شعرية ، ثم طلب مني ان اكف عن ذلك واعمل معهم ، وعرض عليا بعض الاشياء ، ثم قال لي "سوف نصدر لك قرار عضوية اللجنة الدائمة في صنعاء" ، وعندما قال ذلك الكلام تفاجأت وقلت له : وماادراك بموضوع اللجنة الدائمة ، فلقد اشعرتني انك قيادي في حزب المؤتمر وليس في انصار الله ، وبعد نقاش كثير ولقاءات عدة لم استطع ان الخص مضمونها في هذا المقال ، إلا انني اكتشفت ان عرقلة قراري بعضوية اللجنة الدائمة ، كان ناتج من قبل القيادات السلالية هناك ، وكان سببه هو انني رفضت سفري إلى إيران ، وانتقادي للجماعة الحوثية عبر بعض المنشورات وقصائد الشعر . احد شباب المؤتمر في إب كان من الناشطين شبه البارزين ، وكنت انا واياه نقف في صف واحد منذ مطلع عام 2011 ، وكنا نتفق بموقفنا ضد الجماعة الحوثية منذ قبل سقوط دماج وعمران وصنعاء وغيرها ، ولكن عندما وصل الحوثي إب احتوى ذلك الشاب واصدر قرار بتعيين احد اخوته في منصب معين ، وبعدها تحول ذلك الشاب إلى حوثي من الطراز الاول يدافع عن ايران ويؤيد كل مواقف واعمال الجماعة الحوثية ... وايضاً هناك الكثير من شباب مؤتمر إب تحولوا إلى قيادات شبابية حوثية بامتياز ، وتراهم يحملون على اكتافهم السلاح ، ويلصقون عليها شعار الجماعة ، ليتحول شباب المؤتمر إلى شباب الحوثي ، وهنا الخاسر الكبير هو المؤتمر والرابح الاكبر هي الجماعة الحوثية .... وهناك حقائق كثيرة جداً ولا استطيع ان اوجزها في هذا المقال ، وفي مقال قادم بمشيئة الله سوف اذكر حقائق اخرى ، وابين جوانب عديدة تدل وتؤكد على الحرب الحوثية لحزب المؤتمر في إب ... فكونوا معنا .