في بداية الستينات من القرن الماضي تم افتتاح أول أول مدرسة حديثة في شمال اليمن. في السبعينات وبينما كان ما يزيد على 90% من الشعب (الذكور اما الإناث فلا مجال لاستخدام النسب المئوية هنا) يعانون من أمية القراءة والكتابة كانت بعض نساء حيفان يمتلكن الشهادات الجامعية. تكاد تكون حيفان هي المنطقة الأولى في شمال الوطن انفتحت على العالم وثقافاته المختلفة مستغلة قربها من عدن درة حواظر الجزيرة العربية لعقود. رفدت حيفان شمال الوطن وجنوبه بقوافل من الشهداء للتحرر من الحكم الكهنوتي السلالي المتخلف والاستعمار الاجنبي . وبعد التحرر لم تبخل حيفان على اليمن شماله وجنوبه فوهبته خيرة أبنائها يخدمونه ويشاركون بفاعلية في بناء مداميك نهظته، في كل المجالات سياسية واقتصادية وتربوية وعسكرية. تقلد أبناء حيفان المناصب العامة وأسسوا المشاريع التجارية. انخرطوا في العمل الحزبي بكل مشاربه ومدارسه، اسهموا فيه بشكل فاعل، وكانت لهم فيه بصمات واضحة. أثناء عهد التشطير كانت حيفان عبارة عن نموذج مصغر لليمن الموحد الذي ظل كل اليمنييون يحلمون به. كان ابن حيفان يعمل في الجهاز السياسي والإداري للدولة في الشطر الشمالي وأخاه من أبيه وأمه يعمل في الجهاز السياسي والإداري للدولة في الشطر الجنوبي للوطن. فمثلت حيفان وأبناؤها عاملا من عوامل تحقيق الوحدة وإعادة اللحمة. سبقت حيفان شقيقاتها من مديريات الشمال والجنوب في مضامير السياسة والتجارة والتعليم والفكر والأدب والفن. هذه حيفان التي عرفت وقرأت وسمعت عنها، ولا شك أن أبناءها يعرفون عن منطقتهم المزيد والمزيد مما لم أذكره هنا مما يجعلهم يفخرون بمنطقتهم وحق لهم ذلك. لكن ما يجري هذه الأيام من سيطرة عصابات الدجل والكهنوت وبتعاون وتسهيل من بعض أبناءها على مديرية حيفان، يجعل الحليم حيران. أهذه حيفان فعلا؟! أحقا ان قلعة العلم والفن والأدب تتنكر لماضيها وتدخل كهف الجهل والدجل والكهنوت. أحقا أن مدرسة السياسة ومعلمة الوطنية والحرية تجثوا على ركبتيها لتقبل ركبة طفل غر يمثل أبشع صورة للجهل والتخلف والتسلط والاستعباد. أحقا يا حيفان أنك سقطتي في جرف مران؟!!!