ندرك حقيقة بان الإحتفال بالمولد النبوي ان لم يكن "بدعة حسنة" فهو ليس محرما بإجازة معظم العلماء من المسلمين، بشرط عدم الإفراط وإجتناب المغالاة في حب النبي 'صلى الله عليه وسلم' كالشرك بالله أو ارتكاب المحرمات في هذه المناسبة العظيمة، ومع ذلك لازلت انا شخصيا اعتبر الإحتفال بالمولد النبوي أمرا ليس هاما، كونها لم تكن سنة مؤكدة عن النبي 'صلى الله عليه وسلم' ولا عملا التزم به اصحابه من بعده، خصوصا وان هنالك أشياء عدة أهم من الإحتفال بمولده كالصلح بين المسلمين وتفقد حاجياتهم. ولم أكن اتوقع إطلاقا ان ارى يوما من الايام فئة من المسلمين حرصوا على عدم الإحتفال بالمولد النبوي، بل وحرضوا على كل من يحيي هذه المناسبة العظيمة واتهموه بالكفر والضلال، وفي ميلاد المسيح او كما يسميه الكثيرون "عيد الكرسمس" او رأس السنة الميلادية نجدهم السباقون إلى هذا الإحتفال، وإحياءه بابشع أنواع المنكرات كالرقص والغناء والزينة واطلاق الألعاب النارية في الهواء كما حصل ليلة البارحة في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
إحترق بالأمس برجا في دبي ليكون شاهدا يوم القيامة على المتشبهين باليهود والنصارى، والمحتفلين بما ليس في السنة النبوية حقا ولا الشريعة الإسلامية إطلاقا. فهل إحتفل الرسول 'صلى الله عليه وسلم' وخلفاءه الراشدين بعيد الكرسمس، وهل أضاء أصحابه الأخيار "أبو بكر، وعمر، وعلي، وعثمان رضوان الله عليهم والتابعين لهم" الشموع والأنوار واطلقوا الالعاب النارية في السماء وزينوا الشوارع والحارات؟ فما بالك بالمراقص والبارات والفرق الغنائية المعدة مسبقا لهذا اليوم بالذات.
وهل يجب علينا ان نصرف كل تلك المليارات لكي نعبر عن مدى فرحتنا لاولئك الذين يعتبرون نبي الله "عيسى ابن مريم" هو أبن الله وهو ربهم الأعظم؟ في الوقت الذي لازلت دماء المسلمين تنزف وجراحهم لم تضمد بعد في سوريا والعراق واليمن وليبيا وهم السبب في ذلك، فمن غير دول الخليج من أثار الفتنة في تلك الدول ومد بالمال والسلاح لقتل اخوانه بل وقاتل وقصف ودمر اليمن ارضا وانسانا.