لا داعي لأن يتعلق سكان ( عدن) بقشاية ( خائب الرجأ) ، فمشروع انقاذ الناس من لهيب الحرارة المرتفعة مع اطلالة شهر رمضان يبدو بعيد المنال بالنظر الى (ترهل) حكومة نائمة في احضان الرياض حيث تردد سعاد حسني : الدنيا ربيع والجو بديع قفل لي على كل ل لمواضيع ! * ولأن في بحر الواقع قواقع فمن المسلمات أن نعترف بأن جهات ضالة على مقربة من مطبخ الرئيس تضغط على معاناة الناس في عدن ، كما أنها تشن حملة عدائية ضد كل من يحاول أن يعيد لعدن تيارها الكهربائي بنظام الخلاص من التقسيط غير المريح ! * قلت من قبل أن عدن التي حاربت وانتصرت بفضل ارادة أبنائها والدور الحاسم للتحالف العربي تعاني من (احتباس اخلاقي) تترجمه عملية تخاذل واسعة من طرف الجانب الحكومي ، فهل يعقل أن حكومة يتغنى بها العالم وبشرعية رئيسها عاجزة عن ادارة ملف الكهرباء ووضع حلول سريعة خاطفة تقينا حرارة صيف لا تنفع معه مروحة تعوي ولا مكيف ينبح ؟ * مشكلة الرئيس أنه محاط بعسس (شمسي قمري) بعيد كل البعد عن معاناة الناس البسطاء ، ومشكلته أيضا في (لوبي) أحمر عين يمارس الخداع والتضليل وحرق كل مراكب التطبيع الانساني في عدن ! * وأبدا والله ليس في طرحي ثمة تهويلات (شكسبيرية ) على أساس أن كهرباء عدن شاخت بفعل فاعل ، وعملية تشبيبها لا تحتاج الى عمليات تجميل كل معداتها القديمة والقبيحة ، ولكنها تحتاج أولا الى ضمير رئاسي من الرياض ينقذ العباد من موجات حر ورطوبة يسخران من تدابير معالجة الأزمة على طريقة ( أكل العنب حبة حبة )! *لو أن الرئيس الذي نقف خلفه في عدن وأخواتها الخمس عاش بيننا ، ووسط معاناتنا اليومية المزمنة مع الكهرباء ، ولو تواضع قليلا و نام بين الناس ليلة واحدة على رومانسية طنين الذباب وازيز (النامس) لكان أول قرار يصدره ويتابعه على أرض الواقع يتلخص في اعادة هيكلة الكهرباء وضبطها على توقيت كهرباء الجارة (جيبوتي) أو حتى الشقيقة السمراء الناعمة (الصومال) ، ثم أن طلبا من الرئيس الشرعي للتحالف العربي برفد العاصمة بمنظومة كهربائية جديدة تخفف من معاناة البشر والشجر والحجر مع رمضان ، طلب منطقي وإنساني بكل مقاييس حقوق الانسان في العالم ؟! * أسوأ ما في الامر أن قيادات ( اصلاحية) تعزف على وتر اخراج الناس عن طورهم في محاولة مفلسة وبائسة للتظاهر ضد المحافظ الشجاع ( عيدروس الزبيدي) وزراعة المسامير المذحلة في طريق اخوتنا الإماراتيين لغرض في نفس (الناموس الاحمر) الذي يكره حاجة اسمها الجنوب كراهية الذباب للون الأزرق ! *أنتم تنعمون بنعيم فنادق الرياض ، الله يفتح عليكم ويزيدكم كمان ، لكن تعالوا جربوا معاناتنا مع الكهرباء في عدن ، تواضعوا وجربوا النوم في محيط اشبه بالفرن ، وقولوا لنا : الا تستحق عدن بعد أن سطرت ملاحما بطولية جائزة عاجلة وعادلة تتمثل في منحها قبلة الحياة ؟ الا تستحق منكم يا فلاسفة الفنادق رحمة منزلة على مائدتها قبل رمضان؟ الا تستحق منكم تطبيع حياتها ومساعدة محافظها الذي خرج من بين الشعب وانتخبته جبهات القتال لقيادة محافظة هي في الاصل وطن مكتمل الاركان والمعاني؟ *ليس لنا في مماحكاتكم السياسية ناقة ولا بعير ، كما أنه ليس من الحكمة المزايدة على ملف الجنوب بتصدير الخراب لعدن تحديدا ، عدن ليست ملعبا للمجنون ( نيرون) ، ولا يمكن أن تكون قربانا يذبح أمام باب ( ارياط) ، تماما كما أنها لن تقبل بتخاريف الاصلاحيين الذين يسعون الى افشال الرئيس والمحافظ والطرف الاماراتي بحثا عن زعامة هي أقرب الى السراب ! *في عدن لنا مطلب وحيد بعد اعادة الأمن والسكينة والطمأنينة لعدن ، رمضان على النوافذ والأبواب ومن العار على حكومتنا أن تتركنا فريسة سهلة للحر الغائظ الذي يشوي أجساد الأطفال الرضع والشيوخ الركع ، من العار على مسؤولينا الذين ينعمون بمكيفات الرياض أن يتلذذوا بمعاناة الناس في عدن ويركلون كرة النار الى ملعب المحافظ لغرض في نفس (الناموس الأحمر)! *عار عليكم يا من ترفلون في النعيم وناسكم في عدن في الجحيم ، عار عليكم أن يموت طفل رضيع في عدن بسبب ارتفاع درجة الحرارة رغم أننا ما شفنا من الصيف الا ذنبه ، عار عليكم أن تجعلوا من عدن ملعبا لالعابكم السياسية القذرة ، وعار عليكم أن تناموا في نعيم الرفاهية والناس في عدن يشيبون في عز الحر ، مالكم أليست قلوبكم من لحم ودم ، لماذا لا تسمعون أنيننا وأوجاعنا وعذابنا ؟ * الرهان على خنق الناس بخطة ( احمرية) لزرع بذور الفتنة مع المحافظ وخلق بؤر توتر تفضي لتلعب أطراف الزفة على معاناة الناس خطة شيطانية فاشلة ومردود عليها ، فعدن خاصة والجنوب عامة خلف ( عيدروسنا) و ( شلالنا) فلا داعي للعب بنار الكهرباء كعملية ابتزازية اصلاحية ومؤتمرية ، اذا لم يكن من باب التعاطي مع اغنية ( راغب علامة) فمن باب القناعة بأن الجنوب فوق كل المزايدات والابتزازات والمكايدات ما ظهر منها وما بطن ! *ودعوة من قعر معاناتنا مع الكهرباء للوزير المعني بأبسط اختراعات ( توماس أديسون ) تعال و شاطرنا مأساة ( ساعة لاصي وخمس ساعات طافي ) وعهدا علينا أن نخرج زرافات لاستقبالك في الظلمة مرددين النشيد الذي فرضتموه على عدن قهرا وعدوانا : حرة يا بطة يا فلفل شطة ، وتقبلوا من عدن فائق اللوم والعتب