بصورة مفاجئة قام حسين عرب ،وزير الداخلية في حكومة بن دغر، بزيارة الى قطر في ال12 من يونيو الجاري، والتقى برئيس الوزراء وزير الداخلية القطري، عبدالله بن ناصر آل ثاني ،وتعد زيارة عرب الى الدوحة من الزيارات النادرة التي قام بها الى دولة أخرى منذ توليه منصبه في ديسمبر الماضي، الامر الذي يثير التساؤل بشأن الهدف الحقيقي من الزيارة وطبيعة الدور "المساعدة" الأمني المطلوب من قطر القيام به؟ . -يوحي توقيت زيارة عرب الى قطر ،بان هناك توجه لتوحيد الجهود ورفع مستوى التنسيق بين قطر وحزب الاصلاح (اخوان اليمن)والقيادات المحسوبة على هادي، في محاولة لمواجهة الامارات، والحيلولة دون احكام قبضتها على عدن و المحافظات الجنوبية بشكل عام، خاصة مع الاستهداف المتصاعد للقوات الموالية للإمارات لحزب الإصلاح وحكومة هادي ،والذي كان اخر امثلته:
1-اقتحام مقر حزب الاصلاح في المكلا يوم الخميس الماضي، واعتقال رئيس فرع الإصلاح وعدد من اتباعه ،في محاولة على ما يبدو لتقديم ادلة تدين الحزب وتؤكد علاقاته واتصالاته بتنظيم القاعدة كما اعلن عن ذلك سابقا الوزير الاماراتي قراقاش، وقبل ذلك قتل قوات النخبة الحضرمية لقيادي اخواني بارز في مقاومة شبوة في المكلا بعد اعتقاله وتعذيبه، يضاف الى ذلك تصاعد الدعوات من قبل نشطاء الحراك الانفصالي الداعية الى اغلاق مقر حزب الإصلاح في عدن تمهيدا لحظر نشاطه السياسي.
2-توجه الحراك الانفصالي للصدام مع حكومة هادي،وظهر ذلك في اعلان نشطاء الحراك عن مهلة العشرة أيام قبل الخروج في تظاهرة امام قصر معاشيق للمطالبة برحيل حكومة بن دغر من عدن في حال لم تتمكن من حل مشكلة انقطاع الكهرباء وأزمة المشتقات النفطية في المدينة.
3-الاخبار التي تحدثت عن خلاف ومشادة حدثت مساء الاحد، بين رئيس الحكومة احمد عبيد بن دغر ومحافظ عدن عيدروس الزبيدي ومدير الامن شلال شائع اعقبها انسحاب الأخيرين من اجتماع مشترك،وذلك بعد ان طلب بن دغر استبدال العلم الانفصالي بالعلم الوطني على المباني الحكومية بعدن ،وهو الامر الذي قوبل بالرفض من المحافظ ومدير الامن المحسوبين على الامارات ،وطالبا بن دغر الذهاب إلى صنعاء ورفع علم الوحدة هناك.
-ولعل المتابع لما ينشره الاعلام القطري خاصة صحيفة عربي 21 المقربة من المخابرات القطرية، يمكن ان يلاحظ ارتفاع مستوى استهداف الامارات فيها ،كما نجده مثلا في ابراز الصحيفة لتغريدات المفكر الكويتي عبدالله النفيسي،التي يهاجم فيها الامارات باستمرار، او في نشر اخبار شديدة الحساسية للنظام الاماراتي كخبر مغادرة الشيخ خليفة بن زايد للإمارات مؤخرا ،واثارة تساؤلات بشأنها ،او في نشر تقارير تتحدث عن مساعي الامارات لتقسيم اليمن وغيرها من التقارير والاخبار ،التي تدل على مواجهة غير معلنة تشتد وتيرتها بين الدوحةوابوظبي.
-يبدو ان اختيار قطر لشخص حسين عرب، لتولي مهمة المواجهة الأمنية مع الامارات في عدن ،راجع لكونه يشغل حقيبة الداخلية ومن المقربين لهادي، ولإهانة القوات الامارات المتواجدة في عدن له في حادثة احتجازه المهينة والتحقيق معه قبل عدة اشهر، وما قيل عن مطالبة ابوظبي بتغييره لكن هادي تجاهل ذلك.
-ليس واضحا كيف سينعكس مثل هذا التنسيق او ما يمكن اعتباره خلية عمل امنية ،تتخذ من الدوحة مقرا لها،على الوضع الأمني في عدن خصوصا،لكن من الواضح ان الاستقرار المنشود ،الذي تتوق اليه عدن وحضرموت ومحافظات الجنوب الأخرى ما يزال بعيد المنال مع تحولها الى ساحة رئيسية من ساحات الصراع الاقليمي للأسف الشديد.