عملا بالمثل الشعبي «إلحق الكذاب الى باب الدار» قبل التحالف العربي والحكومة اليمنية الشرعية اجراء مشاورات سلام مع فريق صالح – الحوثي في الكويت رغم الشكوك الكبيرة بامكانية انصياع الانقلابيين لاي حل جذري ينهي معاناة تسبب بها حين أطاح المبادرة الخليجية بعدما عجز عن ادخال نظام الملالي شريكا في تسوية داخلية بحت وجعل اليمن رأس جسر ينقض عبره على السعودية ودول «التعاون» ويحقق تاليا ما عجز عنه طوال 37 عاما. حين خرجت العصابات الحوثية من صعدة لاحتلال صنعاء وبقية المدن، كانت تتوهم قدرتها على تطويع اليمنيين، فيما حليفها المخلوع علي صالح راح يمني النفس بالعودة الى الحكم، وبأن تقف دول «مجلس التعاون» مكتوفة الايدي حيال هذا التطور الخطير، الا ان التحرك السريع وانشاء التحالف العربي– الاسلامي لاسقاط الانقلاب وخوض الحرب الوقائية غيَّرا المعادلات، ليس في اليمن فقط، انما في المنطقة كلها، ما جعل الاوهام التوسعية الايرانية عبر البوابة الجنوبية للخليج أضغاث احلام مستحيلة التحقيق. اليوم وبعد مضي نحو ثلاثة اشهر على انطلاق المشاورات اليمنية في الكويت وصل الانقلابيون الى باب دارهم، ونفد مخزون اكاذيبهم، فلا اسعفهم تسويف الوقت واختلاق الاعذار والحجج للتملص مما يتفق عليه حول الطاولة، ولا الاختراقات العسكرية ومحاولات العودة الى مناطق دحروا منها غيرت مسار الحل الذي رسمته الحكومة الشرعية بالتعاون مع التحالف لانهاء الازمة واحلال السلام وفقا لمقررات مجلس الامن الدولي وبخاصة القرار 2216، بل ان فتحهم جبهات تعز ومحاولة الهجوم على قاعدة العند، وغيرها من المجازر والقتل العبثي والتخريب الممنهج زادت قناعة العالم بضرورة مثول قادة الانقلاب امام المحكمة الدولية. ها هي الدائرة اقفلت على الانقلابيين، ولم يعد امامهم غير الانصياع للارادة الشعبية والتخلي عن مراهناتهم في امكانية كسر ارادة الحكومة الشرعية والتحالف الدولي، فهذان الطرفان نفسهما طويل، ولن تثنيهما معركة هنا او خرق للهدنة هناك عن موقفهما الحازم، لا سيما بعد اسقاطهما المشروع الايراني ومحاصرة الانقلابيين في صنعاء. كشفت المفاوضات كذب الانقلابيين وتبعيتهما العمياء لطهران، ورغم ذلك لا يزال بعض الاطراف الدولية يضغط على الحكومة الشرعية للاستمرار بالمشاورات في ما يعتبر اطالة للمعاناة اليمنية، هذه الاطراف لا ترى شحنات الاسلحة التي يصادرها التحالف بين الحين والاخر، وآخرها سفينة حاول طاقمها التملص من بحريته، فيما يفسر الانقلابيون ونظام الملالي هذا الالتباس بالموقف الدولي بأنه ضوء اخضر للاستمرار بممارسة الارهاب الممنهج وابتزاز دول المنطقة، لكن ذلك لن يتحقق لأن سفن الاسلحة مهما كثر عددها لن تغير الواقع وتعيد الانقلابيين الى الهيمنة على اليمن. استنادا الى هذه الحقائق فان خريطة الطريق الى الحل هي ما اعلنته الحكومة الشرعية، وليست اقتراحات مفخخة يحملها الانقلابيون للمندوب الدولي اسماعيل ولد الشيخ الذي عليه التزام الحياد المطلق او التخلي عن مهمته اذا لم يكن قادرا على ممارسة دوره بامانة.