اتفقت واختلفت كثيراً مع الثائرة توكل كرمان، ولم اشكك بموقفها الثوري الفارق ضد عصابة صالح من بداية ثورة 11 فبراير. في وقت سابق حدث بيننا سوء تفاهم كبير، وبرغم ذلك، لا يمكن تصديق اتهامات جريدة عكاظ السعودية لها حول علاقتها بالنظام السابق، أو دعمها للمكون الحوثي (شباب الصمود) المشارك في ثورة 2011. تعاملت المكونات السياسية والثورية مع مشاركة شباب الحوثي في ثورة 11 فبراير بحرص وطني هدفه دفعهم نحو العمل السلمي بدلاً من استخدام السلاح ضد أبناء وطنهم وتهديد جيرانهم. لم تقدر جماعة الحوثي أهمية مشاركتها في العمل السلمي، وانقلبوا على قيم ثورة 11 فبراير، وذهبوا مع النظام السابق إلى جحيم الحرب بدعم إيراني. السقوط الحوثي في وحل الحرب الإنتقامية ضد الشعب، وبعدها، إنقلابهم على الدولة ليس إدانة لثورة 11 فبراير، بل يجسد مشروع هذه الجماعة السلالية المرتبطة بإيران. نهاية سبتمبر عام 2014 اجتاحت مليشيات الحوثي العاصمة صنعاء بدعم من قوات صالح وتواطؤ دول خليجية نكاية بحزب الإصلاح (جماعة الإخوان). كبقية ثوار 11 فبراير، عبرت كرمان عن رفضها لحربهم الهمجية ضد إرادة الشعب، ونددت بانقلابهم على الدولة، وحديث عكاظ عن دعمها للإنقلاب في البلد مجرد كذبة سامجة. والحديث عن دورها المحدود في مواجهة الانقلاب في المحافل الدولية رغم علاقتها الواسعة يدين غياب رؤية الحكومة الشرعية في ترتيب أولويات القدرات والطاقات المناهضة للإنقلاب وليس في شخص توكل أو غيرها. ما ورد في يومية عكاظ يؤكد تخبط نظرة السعودية، وقلة تقديرهم موقف شباب ثورة 11 فبراير المساند لاستعادة الدولة، والمناهض للإنقلاب، واطلاق الاتهامات الطائشة دليل جديد عن مشكلة عربية من حرية الرأي والتعبير . أنا لا ادافع عن توكل كرمان بل استغربت هذا الموقف السعودي منها على خليفة استنكارها إهمال الشرعية والتحالف لجرحى مقاومة تعز، وتبين صحيفة عكاظ حالة انفصام بين أولويات السعودية وموقف إعلامها. على السعودية وبقية دول الخليج فهم الواقع اليمني كما هو، وليس كما يريدوا هم بمزاجية لا تراع حق اليمنيين المناهضين للإنقلاب في انتقاد أخطاء الشرعية والتحالف أياً كانت.