كأصل عام، ظلت الوظائف الدبلوماسية توزع، إما لغرض النفي( نفي ناعم لشخصيات سياسية ذات تأثير في الداخل، للتخلص من نشاطها أو من تأثيرها المزعج لرأس النظام)، وإما - وهذا هو الغالب - كمكافآت إمتيازية لذوي الحظ والحظوة ( شخصيات سياسية وعسكرية ووجاهات إجتماعية مشيخية ... الخ). لم يكن عنصر الكفاءة يؤخذ كمعيار في التعيين، إلا في النادر جدا، والنادر لاحكم له كمايقال. وجل الموظفين الدبلوماسيين، وخصوصا السفراء، الذين يصادفهم المواطنون اليمنيون في الخارج يجدونهم، في الغالب الأعم، لايفهمون مهام وظائفهم ولا ينهضون بالدور المنوط بهم، مع إستثناءات نادرة وصدفوية بالطبع.
تعيين سحر غانم سفيرة لليمن في هولندا، الذي أثار حفائظ الكثيرين، إيجابي، برأيي، ولكن في حالة واحدة، هي أن يكون هذا التعيين بداية لتمكين الشباب .
وإذا ماكان ذلك هو الباعث على التعيين، فكل ماعداه يهون. ذلك أن سحر من الشباب ذوي الكفاءة حسبما عرف عنها.
أما إنعدام الخبرة، الذي ينعي به المعترضون قرار التعيين - ومعظمهم من الشباب، للمفارقة - فهي، كما خبرنا، خبرة فشل في الغالب، وإلا فماهي الإنجازات التي راكمها الكهول، الذين يتم تدويرهم عادة في الوظائف العامة عموما، إذا ما أستثنينا الإستثناءات النادرة جدا تلك ؟!
المتوقع من المعترضين على القرار، والمؤيدين له على السواء، من الشباب خصوصا، إتخاذه مناسبة للضغط من أجل تمكينهم، أي الشباب، من تقلد المناصب العامة الهامة وذات التأثير، ووقف تدوير " النفايات " فيها إجمالا، وعلى أن تكون الكفاءة، وحدها، هي المعيار الحاسم.