أخبار اليمن أغلبها سيئة، هذا صحيح، ولكن هناك قصص كثيرة تعطينا جرعة كبيرة من التفاؤل والإلهام. في مدونة اليوم سأحكي لكم عن قصص سعيدة وملهمة، فرغم أن اليمن تعيش في حرب منذ ما يقارب العامين ورغم الاكتئاب الذي أصاب الكثير من اليمنيين بسبب أخبار الموت اليومية والخوف من القصف والتدهور الاقتصادي والحصار المفروض عليهم، إلا أن هناك شباب وشابات لا زالوا يقومون بتنظيم فعاليات ونشر السعادة والفن والثقافة. مثال على هذه الأنشطة ما يقوم به شباب وشابات مدينة الحديدة، فهناك مجموعة باسم نادي القراءة، يتشاركون في قراءة كتاب ومناقشته مع وجود مواهب تعزف الموسيقى، من يدير هذا اللقاء اسمه محمد الشميري وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو الأكثر نشاطاً من بين كل المجموعة. ولم تتمكن ظروفه الشخصية ولا ظروف البلد من إخماد الحماس وحب الحياة لديه. بإمكانكم متابعة أنشطتهم في مجموعة في الفيسبوك باسم "نادي القراءة أصدقاء بلا قات الحديدة". القصة الثانية التي أثارت قضية الفن في اليمن، هي قصة شاب يمني يدعى أيمن عثمان. أيمن فنان تشكيلي كان ينتظر معرضاً له يقام في وزارة الثقافة في صنعاء، وقام بدعوة أصدقائه ونشر الخبر في الفيسبوك، وعندما ذهبوا للوزارة كانت المفاجأة أن المعرض ألغي هكذا بدون أي إخطار ولا اعتذار مسبق، وهذا ما أثار غضب الفنان وقام بحرق لوحته أمام الوزارة. تعرض أيمن للانتقاد بحجة أن ردة فعله مبالغ فيها، بالنسبة لي تفهمت شعوره. أيمن يعيش في بلد مضطرب ومع ذلك لا زال يحاول أن يشارك الناس موهبته، ولذلك أصابته خيبة أمل من منع المعرض الخاص به والذي كان ينتظره منذ شهور، فبالتأكيد أن الضغوطات النفسية جعلته ينفعل. ردة فعله هذه جعلت الكثير من الشباب يتفاعل معه رغم أن هناك من انتقده ولكن أنا وغيري من المقدرين للفن، ونحن كثر والحمد لله، شجعناه ونشرنا عن قضيته. أما الشباب والشابات في صنعاء فكان دورهم أكبر لأنهم وقفوا معه أمام الوزارة، وشجعوه على أن يقيم معرضه في مكان آخر. حضر المعرض شخصيات مهمة أكاديمية وكان لوقوفهم معه دور كبير، وافتتحت المعرض والدته التي أثرت في نفوسنا بتشجيعها لابنها. هذه القصة ألهمتني وأعطتني الأمل بأن الحرب لم تقتل الفن في اليمن.. وأنصحكم بأن تبحثوا عن رسومات أيمن عثمان فهو فنان موهوب ويستحق التشجيع.