لا شك أن السياسة المتصهينة بخبثها وعفنها قد جعلت من المملكة هدفا لها فتارة باسم منظمات حقوق المرأة وأخر بحقوق الطفل وتارة بالبحث عن أي خيط يربطها بالأرهاب أو ما يسمونه المذهب الوهابي الذي لا يستطيعون أن يثبتوا تطرفه غير تجديده لروح هذا الدين وسنة سيد المرسلين ولكن وراء الأكمة استفزاز لبلاد الحرمين بأحداث مصطنعة تعلم جيدا قوى الشر والطغيان من يقف خلفها، ومن لديه أدنى شك في ذلك فليرجع إلى اعترافات ضابطة اتصال الاستخبارات الأمريكية مع العراق سيوزن لنداور التي حاول الموساد الإسرائيلي اغتيالها مرتين، والتي تفيد بأن كل أحداث الشرق الأوسط من العراق إلى المدمرة كول بعدن إلى أحداث 11 سبتمبر بأمريكا، كانت من نسيج شبكة الاستخبارات الصهيونية الموساد .. وهدفها تدمير كل القوى التي ممكن أن تقاومها في الشرق الاوسط واليوم تتوجه نحو الاحتياطي النقدي للملكة والذي يقارب العشرين ترليون دولار لإضعافها حتى يتم تفكيكها والنيل من أهم ثوابت الأمة المتمثلة في مقدساتها. لا شك أن خوفنا يزداد يوما بعد يوم ونحن نرى أذناب المجوس وحفدة القردة والخنازير يحاولون تطويق المملكة وخنقها بقضايا واهية أوهن من بيت العنكبوت وما يجب أن نعيه أن المملكة ليست الهدف ولا سياستها أو حكامها -مع إجلالنا وحرصنا على سيادتها وقادتها- بل هو استهداف لمكة والمد ينة لما تمثله من مكانة عند المسلمين كافة .. وفي ظل هذه القتامة فإن أنفسنا تنحاز إلى الإطمئنان بأن الله معنا وأن الله لا يهدي كيد الخائنين وأن هذه المحنة ستتحول إلى منحة بأذن الله؛ لكن علينا أن ننتبه إلى الخطر القادم من خلال العصف الدولي والإقليمي الذي يحاول هز جذورنا التاريخية والإسلامية، وبهذا الصد علينا أن نبحث عن إجابة لجملة من التساؤلات أهمها: هل وعى العرب والمسلمون حجم التآمر الدولي في المنطقة وخاصة على المملكة لما تمثله من بعد تاريخي وإسلامي وفيها أطهر الأماكن وجثامين خير البشر .. أم أن كل طرف ينظر من زاوية مصالحه وحسب، هذا أولا: ثانيا: فيما يخص الأقطار العربية ذات البعد القومي ما مدى مصداقيتها ودخولها في تحالفات مع بعضها لصد أي عدوان محتمل يستهدف قوميتها العربية على أي أرض عربية؟ ثالثا هل لازلنا نعول على عصبة الأممالمتحدة بعد كل الاخفاقات التي توجت بضياع فلسطين والقدس وطمس هويتهما العربية والإسلامية وإذا كنا كذلك فإننا كمن يستجير من الرمضاء بالنار، لأن هذه المنظمة باختصار صهيونية الولاء علمانية المنشأ ذات أهداف غير أهدافنا بل عكسها.. فهي لا تبحث عن الحلول بقدر ما تبحث عن تدويل الصراعات واطالة عمر ها واليمن وسوريا خير شاهد على هذا في لحظتنا الحاضرة .. إننا اليوم بوصف عربيتنا القومية وهويتنا المسلمة علينا أن ندرك حجم المآساة ..فهل هناك جدية لدى قادتنا لفعل شيء يخرجنا من شرنقة المعاناة وإيجاد حلول وتفاهمات توحد ولا تفرق وتجمع ولا تشتت متناسين الخلافات الجانبية حتى نجعل الآخر يتوقف عن الاستهتار بمقدراتنا ومقدساتنا ونجعل من الكرامة لنا عنوان.. أعزائي لم يعد خافيا على أحد حجم المؤامرة والخوف يشكل ملامحه على جدران عقيدتنا ويحاول أن يكدر وصفاءها والأحداث المؤلمة تجتاز البحار والمحيطات وكل الحدود لضرب الأمة في أقدس مقدساتها .. اليوم غير كل ما مضى يرتسم الخوف في صورة مخيفة قاتمة على عروبتنا وإسلامنا معا ولايزال أحفاد القرود وحلفائهم يوقدون نار المجوس في كل قطر عربي كان له شأن لتحقيق أطماع العلقمي وابن سبأ اليهودي وأبو لؤلؤة المجوسي .. هي دعوة محب لوطنه العربي وهويته الإسلامية إلى كل المثقفين من الساسة من العلماء من الشباب من كل من له عقل أو ألقى السمع وهو شهيد أن يقف على قدميه منافحا عن إسلامه وعروبته منطلقا من الدين والهوية ووقوفنا في وجه هذه الهجمة على بلاد الحرمين ثقافيا وإعلاميا وسياسيا هو وقوف مع مصالحنا أولا وعلينا تجاوز الخلافات أي كان لونها فالأمة تهدد في عقر دارها ولننعم جميعا بالأمن والاستقرار .. وأي تهاون - لا قدر الله- قد يسفر عن كارثة نكون ضحيتها جميعا على مدار أجيال متتابعة. 1/1/1438هجرية