مؤسف جدا أن تتورط السلطات المحلية بحضرموت في نقل معلومات انتقامية مغلوطة عن شركة صرافة رائدة وعملاقة بحجم شركة العمقي وإخوانه الى الجانب الإماراتي ليقوم وبإلحاح شديد بمطالبة الخزانة الأمريكية بمعاقبتها وتصنيفها وملاكها كداعمين للإرهاب وهي ذاتها -أي السلطة المحلية-التي استعانت بها ولجأت إليها وحملتها مسؤولية إنسانية وأخلاقية خلال فترة الحرب وتسليم حضرموت لمن اسموا يومها بتنظيم القاعدة لإدارة المحافظة،حينما فرت هي وكل وزراء وقيادة الدولة اليمنية إلى الرياض وتركت الشعب يواجه مصيره مع جماعات ومليشيات الموت وقذائف وويلات الحرب ثم تأتي اليوم لتوشي بمن اضطلع بدورها الخدمي والإنساني تجاه الشعب وموظفي مؤسساتها الحكومية وتصنفه جزءا على مغامرته بأمواله ومقدراته من أجل الناس ومصالحهم على أنه إرهابي وداعم للإرهاب الذي سمحت له والعالم أجمع- مع الأسف - بأن يحكم حضرموت علنا طوال عام من الزمن وان يستخدم فيه كافة مقدرات الدولة وممتلكاتها ويضطر الناس للتعامل معهم كسلطة امر واقع كماهو الحال مع الانقلابيين اليوم بصنعاء ومحافظات شمال البلاد. ومؤسف أكثر أن تتورط إمارات الخير كما يصفها الجنوبيون بهذا الطلب اليمني الملح للجانب الأمريكي كما يشير التقرير الموسع المنشور على موقع الخزانة الأمريكية التي سارعت بدورها لاتخاذ ذلك القرار التصنيفي الصادم والخطير على مصالح ومستقبل كل القطاع المصرفي اليمني بشكل عام ودون أن تعود إلى الشركة أو تكلف نفسها حتى عناء التأكد أو تشكيل لجنة تقصي حقائق حول تلك المزاعم الوهمية كون التكنولوجيا تتيح اليوم لها التأكد من كل ذلك بسهوله ولم يعد بامكان أي شركة مصرفية أم تخفي أي ممارسات خارجة عن العرف المصرفي المتعارف عليه. زرت عدنوحضرموت خلال الحرب وأثناء سيطرة من عرفوا بالقاعدة على المكلا ورأيت بأم عيني كيف كان الناس يتزاحمون على مكاتب شركة العمقي لاستلام مرتباتهم وحوالاتهم المالية بعد أن أغلقت بقية الشركات المصرفية والبنوك أبوابها في وجه الناس ونتيجة لهذا الدور الإنساني جاءت العقوبة الانتقامية والابتزازية بذريعة الإرهاب ومن الإدارة الأمريكية عقابا على كسر العمقي لسياسة الاحتكار المصرفي الشمالي في السوق المحلية اليمنية بايعاز من رجال الدولة العفاشية العميقة التي حاولت اليوم مع الأسف إخراج عشرات من المسحوقين والمغرر بهم للتظاهر بالمكلاوعدن رفضا لخطة السلام الأممية النافذة بقوة وإجماع المجتمع الدولي مهما خرجوا واخرجوا من تظاهرات وهمية كان الأولى أن توجه لانتقاد الإدارة الأمريكية على تصنيفها الوهمي والابتزازي الخطير لأكبر واعرق شركة مصرفية جنوبية كداعمة للإرهاب نظرا لخطورة النتائج المترتبة على مثل ذلك التصنيف على القطاع المصرفي والأنشطة الاستثمارية بالبلاد بشكل عام، لكون تلك الحكومة المتجهة بسرعة قصوى نحو أقبح برميل قمامة سيتذكره الشعب، راحلة لامحالة من المشهد السياسي عما قريب .