قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (لا تعد ما تعجز عن الوفاء به) والرئيس الإيراني المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري يوم 19 مايو المقبل قرر دفع عائدات النفط إلى المحرومين والمستضعفين وهو بذلك ينطبق عليه المثل القائل (فاقد الشيء لا يعطيه) لأن أيامه في المنصب الرئاسي باتت معدودة فهو يدغدغ مشاعر الناخبين في محاولة مكشوفة منه الحصول على أصوات شريحة المحرومين والمستضعفين وهم يمثلون غالبية الشعب الإيراني المغلوب على أمره والذي لاحول له ولا قوة . إن من يقرر فوز أي مرشح في الانتخابات الرئاسية ليس الشعب الإيراني أو المحرومين والمستضعفين ولكن من يملك القرار هو المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد خامنئي بالاتفاق والتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني وكل المؤشرات تؤكد فوز المرشح إبراهيم رئيسي المدعي العام الإيراني المدعوم من السيد خامنئي والحرس الثوري الإيراني ووعود الرئيس الإيراني حسن روحاني في هذا الوقت هي غير قابلة للتنفيذ. إن هذا الوعد بتوزيع عائدات النفط على الشعب ليس جديد فقد أطلقه المقبور القذافي قبل سقوطه في سنة 2011 وهو الذي حكم الشعب الليبي أكثر من 40 سنة بالحديد والنار وبعثر وبدد ثروة ليبيا على مغامراته العسكرية في دعمه التنظيمات الإرهابية وعلى ملذاته وشهواته وهو ما يقوم به النظام الإيراني حاليا حيث يعيش أكثر من نصف الشعب الإيراني تحت مستوى الفقر في دولة منتجة للبترول ولكنها تبعثر ثروة الشعب الإيراني على حروب عبثية وتنظيمات إرهابية. لا ندري لماذا انتظر الرئيس الإيراني فترة ولاية رئاسته التي امتدت لخمس سنوات بدون أن يشعر بمعاناة الشعب الإيراني ويتخذ قرار توزيع عائدات النفط على المحرومين والمستضعفين فهو الآن يعرف أنه يلعب في الوقت الضائع . لايخفى على أحد أن منصب الرئيس الإيراني يكاد يكون شرفي فهو مجرد واجهة ديمقراطية لنظام دكتاتوري دموي لا يؤمن بالديمقراطية والرأي والرأي الآخر والتعددية والانتخابات الإيرانية هي مجرد مسرحية لتحسين صورة النظام أن الرئيس الإيراني يصل من خلال صناديق الاقتراع التي غالبا ماتكون مزورة فهناك تعتيم ولا يسمح بمنظمات دولية في مراقبة الانتخابات ويكفي أن من يختار المرشحين هو مجلس صيانة النظام الذي يمنع كل من يعارض النظام في الترشح بل يفرض عليهم الإقامة الجبرية أثناء الانتخابات . كان الأجدر بالنظام الإيراني أن يستفيد من التجربة السودانية فقد غير النظام السوداني سلوكه بعد أن كان من الدول الحاضنة والداعمة للإرهاب وارتكب جرائم ضد الإنسانية في دارفور وجنوب السودان واليوم قررت الحكومة الأمريكية رفع العقوبات عن النظام السوداني بل إن الرئيس السوداني البشير هو من الرؤساء الذين وجهت لهم الدعوة للاجتماع في الرئيس الأميركي ترامب في المملكة العربية السعودية في 23 مايو . إن سلوك النظام الإيراني العدواني الذي أصبح الراعي الرسمي للإرهاب الدولي سوف يكون قريبا في مواجهة مع المجتمع الدولي ونقصد الحلف الذي بدأ يتشكل بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الإسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية وطبعا الولاياتالمتحدةالأمريكية تمثل حلف الناتو والأكيد أن الانتخابات الإيرانية التي سوف تجري في 19 مايو الجاري لن تغير من سلوك وسياسة النظام الإيراني الذي سوف يستمر في تنفيذ مشروعه التوسعي بتشكيل الهلال الشيعي وتصدير الثورة وإحياء الإمبراطورية الفارسية وكلها أضغاث أحلام موجودة في العقول المريضة سواء المرشد خامنئي أو قيادات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن الذين سيدفعون ثمن عبثهم بأمن واستقرار المنطقة غاليا وسيكون مصيرهم مصير كل الطغاة الذي كان مكانهم مزبلة التاريخ ولا عزاء للمحرومين والمستضعفين من الشعب الإيراني فهم لن يحصلوا على تومان واحد من عائدات النفط التي وعد بها الرئيس والمرشح حسن روحاني.