في الحرب مآسي الكون اجمعها ، وذل الشعوب ، وغياب نجم الوطن من سماء الدنيا، واستبداله بظلمات من قطع الموت الجاثية على صدر ه، وفيها امتهان لكرامة الانسان، وانتزاع فج لارواح البشر ، هي الشر المنتعل حذاء الموت؛ يمشي متأبط كل المآسي واﻵلام، يغرس الخوف والاسى في قلوب الصغار،والكراهيه والحقد في نفوس المتصارعين... هي الحرب أفة العصر ،ومخزون الموت البغيض، ما فتئت ان تنفث سمها القاتل في جسد الوطن الطهور، وان تعبث بمخاليب الموت جماليات الوطن و تخدش كبرياءة وكرامته ،وترديه عاجزا ينتابه خوف الدهر ومآﻻت الوهن الكئيبه على محياه.. و تلقي الحرب تعويذاتها اللعينه في نفوس الهاويين للحرب، والمتاجرين بدم الانسان ؛ فيمعنوا القتل ويكونوا سما زعافا اخر ومقصلة اخرى يزج بها في مغبات العبث بالاوطان... فتصيب الحرب من الوطن قدرا من الارواح متهالكة على جنباته مدفونة في ذرات ترابه.. ارواح انسانيه خلقت لتعيش ولتنعم بشعاع من الحياه يضيئ لها عتمة الظلام في زمن الاسى،، وتغتال بذلك الكرامة المدفونة بين اطلال بقايا مأوى، وبين حشرجة صوت لمقهور غبنه الزمن وكانت غصته بحجم الوطن، ففي جوفه مبكيات الكون بأسره،، وفي مقلتيه بحور من الحيره تتدفق بين جفنيه؛ حصيلة لركام الذل وحطامه المتراكم بين القلوب... فابالحرب يلجأ الوطن بأكمله ويصبح غريبا بين جباله وفوق ارضه وتحت رداء سماءه، يصبح الوطن واهن العزم، اصابه عتيا من الكبر، غير قادر على ردع تعويذات ابنائه الافاكه ؛والتي تشعل ارواح ساكنيه وتدمى عيون محبيه. لا يلجأ الانسان فحسب بل يلجأ الوطن يلجئ الوطن ويصبح غريبا حين يرى دماء احبته مسفوكة هنا وهناك .. وارواحهم -ولو في محراب قداسته -تصلي صلاتها الاخيره ، فهو يشعر بالأسى ،فالارواح حين تشع بالحياه ، سالكة دروب العزة والكرامه في جنبات الوطن، خير من ان يطفئ نورها عتمات الحقد وان يقطع درب عزتها وكرامتها اسى الظيم وجبروت الحروب... يلجأ الوطن حين يعصر الحقد والغل قلوب ابنائه فيبدوا مستغربا يحاول استعياب ماجرى، واي عقول يحملون،؟؟؟ يلجأ الوطن بكل دمعة من دموع المكلومين واهات الثكالى وحسرات الايتام،،، يتشرد حين يبدا محبيه وعاش قيه في البحث عن ملاذ آمن لا تصل اليه همجية الموت ولا سموم الحروب،،.. ويسائل الوطن ذاته أسمائي انا من تظل هؤلاء ؟؟؟!! وعلى جنبات ارضي يتصارعون!!! ومن نسماتي يستمدون الحياه فلم جعلوني لاجئا غريبا اكاد لا اعرف اي قوم هؤلاء؛! من جعلوا الموت زائرا ثقيل الظل في اراضيهم ، لا تجعلوا اوطانكم غريبة بينكم، ولا تجعلوا الانسان غريبا في وطنه.