العبدية مديرية التابعي الجليل أويس بن عامر القرني والشرارة الأولى لثورة 26سبتمر ومعركة فتح حصار السبعين، تعتبر إحدى مديريات محافظة مأرب شرق اليمن ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 20الف نسمة . كان لأبناءها دور كبير في تأسيس الجمهورية الأولى ودحر النظام الكهنوتي (حكم الامامة) واستشهد عدد من رجالها وقادتها في تلك المعركة منهم الشيخ ناصر الأحرق والشيخ محمد محمد حدج . وحين حاول الانقلابيين العودة مرة أخرى بلباس الامامة انطلق أبناء المديرية لدفاع عن الوطن والدين وقد كان قائد معركة تأسيس الجمهورية الثانية و بناء الجيش الوطني من أبناء هذه المديرية الشهيد القائد اللواء الركن عبدالرب الشدادي الذي قاد بنفسه أغلب معارك التحرير في محافظة مأرب اخر ما تبقى من الجمهورية وظل يتنقل هو وعدد كبير من ابناء مديرية العبدية بين جبهة وأخرى في مأرب حتى جاد بنفسه في جبهة صرواح والجود بالنفس اغلى غاية الجودي. حاولت مليشا الحوثي وعفاش النيل والانتقام من هذه المديرية ومن أبناءها لدورهم الوطني في جميع الجبهات فقرروا ان يهاجموها من الحدود الجنوبية لها مع محافظة البيضاء فصدهم الابطال كعادتهم ولم يتقدم الانقلابيين شبر واحد في المديرية وقتل قائدهم المكنى بأبي حسين وحتى يومنا هذا لا زال رجال مديرية العبدية متخندقين في بوابة مأرب الجنوبية بجبهة الوهبية بالحدود مع محافظة البيضاء . قدمت المديرية أكثر من مئة شهيد وأكثر من 500 جريح في معركة الدفاع عن الجمهورية والوطن خلال عامين في أغلب جبهات مأرب ومنهم عدد كبير من قادة الجيش الوطني كالشهيد العقيد ركن / صالح صالح الشدادي الذي استشهد وهو يقود المعارك في جبهة العبدية والشهيد العقيد عبدالله ناصر بلغيث الذي قاد عدد من المعارك في جبهة الفاو واستشهد بجبهة صرواح نهاية العام المنصرم وقدمت قادة ميدانين بجبهة العبدية منهم الشهيد العقيد سالم قاسم الشدادي والشهيد العقيد علي محمد حدج . ثمن المجد دمٌ جدنا به .. ما بخلنا قد دفعنا الثمنَ. كما كان للمديرية دور عظيم في جبهات الجوف التي قاد فيها اللواء حسين العجي العواضي عدد من المعارك البطولية ومعه بعض ابناء المديرية وسالت دماءهم الطاهرة على تراب الجوف مقدميين عدد من الشهداء والجرحى .
الجدير بالذكر أنه رغماً عن كل هذا النضال العظيم والتضحيات الجسام لم تمنّ هذه المديرية على أحد ولا زال ابناءها يفتقرون لابسط لخدمات لا ماء لا مواصلات لا طرق وحتى الكهرباء لم يعرفوها من أيام اديسون حتى اليوم .