بدر عبدالله المديرس لا يوجد إنسان في هذا العالم المضطرب وطرق المعيشة المقلقة والمتقلبة في الحياة إلا ويشعر بالقلق والخوف (الفوبيا) إلا نادراً جداً صاحب الإرادة القوية بإيمانه بالله سبحانه وتعالى بمحاولة إبعاد القلق والخوف عن نفسه بقدر المستطاع والتردد بينه وبين نفسه ليريحها بأن الذي يحصل يحصل ولا يمكن أن يبعد القلق والتفكير والخوف من الذي يتوقع أن يحصل . هذه الحالات النفسية من القلق والخوف قد تكون لها علاجات بالطب النفسي والأدوية المهدئة ولكنها لا تكفي أن تخلصه من القلق والخوف وإنما يمكن أن تخفف منه مؤقتاً الشعور بالقلق والخوف والذي يظل ملازماً للإنسان منذ ولادته ولا يشعر به إلا بعد أن يتعدى سن المراهقة ويعيش في معترك الحياة . فالقلق والخوف يدخلان في مجريات حياة الإنسان في الأعمال التي يقوم بها وفي أوساط عائلته وعلاقاته مع أصدقائه ويسبب له اضطراباً نفسياً لا يعرف كيف يتخلص منه إلا كما قلت بالإرادة والعزيمة والصبر على ما يواجهه وما يتوقعه . والإنسان دائماً في دوامة من القلق والخوف فالطالب في دراسته قلق في دراسته وأداء امتحاناته والخوف من أن يرسب في الامتحانات أو لا يحصل على الدرجات التي تؤهله لاختيار التخصص الذي يرغب فيه خاصة طلبة الجامعة في السنة الدراسية النهائية . والموظف قلق وخائف في عمله من أن يكون مقصراً في عمله ولا يرضي رؤساءه في العمل ويخاف ألا يحصل على الترقية في عمله وعدم منحه المكافآت مقابل ما يؤديه من أعمال خارج ساعات العمل بالساعات الإضافية . والمريض قلق وخائف من العارض الصحي الذي قد يتعرض له ويفكر ويعيش بالقلق والخوف أن يتضاعف مرضه ويمني النفس بالإسراع في شفائه وحتى إذا أخذ الدواء بالوصفة الطبية يفكر بأن لا يؤثر هذا الدواء على صحته بالحساسية وغيرها . والأب والأم يفكران ويعيشان في قلق وخوف إذا تأخر أبناؤهم إلى منتصف الليل مع أصدقائهم ولا يرتاحوا إلا عندما يرجعون إلى المنزل . والمضارب بالبورصة والأسهم قلق وخائف من نزول السهم الذي يتعامل به ويسبب له خسارة مالية لذلك يظل قلق وخائف . إلى جانب الخوف من السفر بالطائرة والحوادث في قيادته لسيارته من يصطدم بالطريق مع سائق طائش يتعدى الإشارة الحمراء وهو يتحدث بالهاتف الذكي يسبب له التصادم . والدائن من البنوك يفكر كيف يسدد ديونه عندما يحين وقت تسديدها . لذلك يظل الخوف والقلق والتفكير يشغل بال الإنسان وتعكير صفو حياته . فخلوا إيمانكم بالله سبحانه وتعالى قويا بنصب أعينكم كلما شعرتم بالخوف والقلق وتأكدوا من الثقة بأنفسكم بأن القلق عوارض صحية حاولوا التغلب عليها والابتعاد عنها وعيشوا حياتكم الطبيعية قدر المستطاع . آخر الكلام : هناك كتب ومؤلفات باللغات العربية والأجنبية تتحدث عن القلق والخوف (الفوبيا) فيها شرح وافٍ وحالات واقعية عن الذين كانوا يعيشون حياتهم في القلق والخوف ويتغلبوا عليها بالإرشادات والنصائح من المختصين النفسانيين والأطباء بوصف حالاتهم تمنعهم من القلق والخوف تقريباً . ومن بين هذه الكتب كتاب أجنبي مترجم إلى اللغة العربية بعنوان (دع القلق وابدأ الحياة) فيه نصائح وإرشادات يمكن أن يتبعها من الذي يشعر بالقلق والخوف لعلها تخفف من القلق والخوف ولو نسبياً . فحاولوا البحث في هذه الكتب (والعم جوجل) لا يقصر بإرشادكم إلى هذه الكتب والمؤلفات فلعلكم تستفيدون منها لمن يشعر بالقلق والخوف . وسلامتكم .