قالت صحيفة الخليج الإمارتية أن قطر مضت في ممارسة خطيئتها السياسية، أبعد وأكثر ضجيجاً واستفزازاً، طوال الأيام الماضية، منذ تسليم المطالب إلى أن نجحت الدولة الصغيرة في إلغاء المطالب، ويا له من نجاح ينطلق من الفشل ويؤدي إليه، لكن رب ضارة نافعة: تكشفت أسرار وأخبار الدولة الصغيرة والمرتبطين بها، جهاتٍ وأفراداً، كما لم يحدث من قبل، وبسبب من الغباء السياسي والإعلامي، زف النظام السقيم العقيم دولته وشعبها إلى مجهول هو الهاوية بعينها. وأشارت صحيفة الخليج في افتتاحيتها اليوم الأحد إلى مسألتين خاصة في الأزمة القطرية راحت الدوحة تروج لهما منذ المقاطعة، بل من قبل ذلك تلميحاً تارة وتصريحاً تارة ثانية، وصولاً إلى زمن المهلة وتكشف الستائر عن السرائر. وقالت : "في اتباعها أسلوب المظلومية والصراخ، حاولت الدوحة ترويج الفكرة القائلة بعدم الفصل بين النظام والشعب في الدولة الصغيرة، فيما ينبئ واقع الحال بنقيض ذلك، حيث سارعت الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب إلى توضيح البدهي منذ فجر الأزمة، فالمقصود النظام لا الشعب، والشعب القطري شقيق وعزيز وكريم، وإنما اتخذت الخطوات الأخيرة، وما يليها من خطوات تصعيدية من أجل مصلحة قطر، وطناً وشعباً، قبل أي شيء آخر، وقد أرادت الدول المتضامنة مصلحة شعب قطر أولاً وهي تقاطع أولاً، ثم وهي تضع المطالب التي اشترطت، من داخلها، شرط إلغائها، في حالة عدم تلبيتها كاملة، فهي غير قابلة للتسويف والمماطلة من جهة، وهي غير قابلة للانتقاء أو التفاوض، وهكذا كان، حين عملت الدول الأربع معاً وفق جدول صارم، وهي حين وافقت على إضافة 48 ساعة على مهلة الأيام العشرة، فإنما إنقاذاً للموقف، وتكريماً وكرامة لأمير الإنسانية صباح الأحمد." واضافت الصحيفة : "بكاء أو تباكي نظام حمد بن خليفة وتميم وهو يروج لفكرة استهداف شعب قطر مردود عليه، فلا وجود لهذه الفكرة البائسة في النظر ولا في الفعل، وليست إلا حلقة جديدة في حلقة الأكاذيب التي ظلت الدوحة ترددها حتى صدقتها." أما عن المسألة الثانية نوهت الصحيفة أنها أساسية بالقدر نفسه وأكثر، نظراً لارتباطها بأمن واستقرار المنطقة والوطن العربي والعالم، والشعب القطري في القلب والصميم وليس استثناء،وقالت " وتتعلق هذه النقطة بسعي قطر إلى تدويل أزمتها، عبر الاستقواء بالتركي والإيراني، وعبر استجداء أربعة أطراف الأرض للتدخل في الأزمة وكأن البيت الخليجي ثم العربي بلا جدران أو سقف أو أهل، وكأن فقدان العقل والحكمة لدى نظام قطر افتراض لفقدانها في الدائرة الأعم الأشمل، ورداً على ذلك، بل في خطوة استباقية مضيئة، أعلنت الدول الأربع منذ البداية رفضها لتدويل الأزمة القطرية، متهمة قطر بالطيش والتهور والارتماء في أحضان أصحاب الأجندات والمطامع. الآن وقد تكشف المستور كما لم يحدث من قبل، وما خفي كان أعظم، يجب أن تشتغل أوطاننا المتضامنة على تدويل إدانة قطر وإرهاب قطر عالمياً، فهذه دعوة إلى التحرك الدولي في هذا الاتجاه، لا على مستوى الجهات الرسمية فقط، وإنما على الصعيد الشعبي أيضاً، والهيئات والمنظمات الحقوقية، ومنظمات المجتمع المدني إجمالاً، وتشتمل الخطوات المتوقعة على إمكان مقاضاة الدولة الصغيرة وأزلامها لدى محكمة العدل الدولية والجهات الجنائية المماثلة." وختمت صحيفة الخليج افتتاحيتها بالقول : "لا لتدويل الأزمة.. نعم لتدويل الإدانة. هذا هو الشعار أو النداء، وهو نداء حق إلى عالم يعاني من التطرف والإرهاب، ومن قطر الحاضنة والداعمة والممولة. "