كشفت وثائق أرشيفية بريطانية وإسرائيلية رفعت عنها السرية مؤخراً حجم التعاون بين الإمام محمد البدر وبين إسرائيل وبريطانيا إبان المواجهات التي خاضها ضد الجمهوريين في الستينات، بحسب الكاتب "محمد جميح". وتحدثت تلك الوثائق عن تحليق طائرة إسرائيلية في 31 آذار/مارس 1964 أثناء الليل في سماء اليمن، كان ضمن طاقم الطائرة المقدم طيار "آريه عوز"، حيث تمت عملية إنزال مظلي ناجح لأسلحة لجنود الإمام محمد البدر لمواجهة قوات الجمهوريين المدعومة من جمال عبدالناصر. بحسب الوثائق فإن المخابرات البريطانية اتصلت بشكل سري مع قادة قوات الإمام في اليمن؛ لدعمهم عن طريق شركة مرتزقة بملكية الكولونيل "ديفيد سترلينغ"، مؤسس وحدة النخبة في بريطانيا، وتوضح الوثائق أن بريطانيا استخدمت الشركة الخاصة لي تنفي الرسمية عن أي تدخل. وأضافت الوثائق أنه تم تجنيد عشرات الخبراء الذين دخلوا اليمن بصفة مستشارين لقوات الإمام البدر. وفي صيف 1963 تواصل البريطانيون مع الملحق العسكري الاسرائيلي في لندن، العقيد "دان حيران"، وتم بحث مساعدة إسرائيل لقوات إمام اليمن ضد الجمهوريين. عملية الدعم الإسرائيلية سُميت ب"عملية روتب"، التي تلتها عملية "دربان". وتمت العمليات بشكل سري كي لا تعلم السعودية وترفض الدعم. تضيف الوثائق أنه على مدار سنتين بعد مارس 1964 زود الطيران الإسرائيلي –من خلال عمليات إنزال مظلي-قوات إمام اليمن البدر بمعدات قتالية وطبية وصلت إلى حيث تتحصن هذه القوات في أعالي جبال شمال اليمن، لدعمها ضد الجمهوريين الذين يدعمهم جمال عبدالناصر. ويحاول الإماميون العودة باليمن إلى الحكم الإمامي تحت مصطلح "الحق الإلهي" وينسفون كل تضحيات أبناء اليمن في التخلص من حكم الإمام القائم على الظلم والقهر والفساد، ويستعينون بإيران التي لها مطامع خاصة في البلاد العربية. ويربط الكثير بين موقف بريطانيا اليوم واستماتتها لإنقاذ الحوثيين من ورطة الحرب في الحديدة، وبين دورها في الماضي بمساندة البدر، ويحتاج اليمنيون إلى سنوات حتى يتم الكشف عن كواليس اللعبة فعل إسرائيل أيضاً هي الأخرى حريصة على بقاء الحوثي كحرصها على بقاء البدر بحسب مراقبين.