ظننت – وليس كل الظن اثم - ان عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك وحدهما اللذين لا يأبهان لقرارا الرئيس هادي ولا يقيمان وزنا لتلك القرارات التي ربما لا تساوي عندهم الحبر الذي كتب بها، وقد اثبتا للجميع انهما صاحبا اليد الطولى سواء في العاصمة المؤقتة عدن او في الجنوب بأكمله. فهاني بن بريك وعيدروس الزبيدي يتنقلان في طول البلاد وعرضها وليس كما يفعل كثير من قادة الشرعية سواء الوزراء او كبار القادة في الشرعية، فهم اذا كانوا في عدن يختبئون مثل الفئران في قصر المعاشيق تحت رحمة الحزام الأمني وقوات شلال شايع التي تتحكم بكل تفاصيل الحياة الامنية هناك، وكنت اتسأل ما الذي يجعل الوزراء وكبار المسؤولين يتحملون هذه المذلة والاهانة فأخبرني صديقي ان الدولارات الخضراء وتواجد ابنائهم وكل افراد عائلاتهم في ارقى الفنادق وفي اجمل العواصم ينعمون بالعيش الرغيد وكل سبل الرفاهية هي سبب صبرهم وتحملهم أما ما يدور في الوطن ومعاناة ابناء الجنوب او الشمال فهو اخر امر يفكرون فيه. لكن تبين انه حتى الإدارة الأمريكية لا تقيم وزنا ولا ثمنا لا للرئيس هادي ولا لقراراته، فقبل فترة ليست بالطويلة اصدر الرئيس هادي قرار جمهوري يقضي ليس فقط بإقالة رئيس الوزراء السابق احمد عبيد بن دغر بل وتضمنت حيثيات القرار ان يقدم للمحاكمة وهو ما يعني ان بن دغر ارتكب جرما يستحق عليه المحاكمة. مرة اخرى أخطأت فقد كنت اعتقد ان السفير الامريكي جاء للقبض على بن دغر لتتم محاكمته في أمريكا، وتطبيق قرار الرئيس هادي خاصة وانه لا توجد لدينا محاكم ولا قضاة ولا امن ولا امان، لكن البسمة العريضة التي كانت على وجه بن دغر وهو يستقبل السفير الامريكي جعلتني ادرك انها ابتسامة سخرية من هادي وقراراته، فالامريكان جاءو للتباحث مع بن دغر وليس للقبض عليه ومحاكمته . بعض ممن يعرفون بواطن الامور أكدو لي ان هادي يخشى من سيطرة بن دغر على مقدرات حزب المؤتمر الشعبي العام او أن يصبح رئيسا للحزب وبالتالي ترتفع مكانته لذلك استبق هذا الأمر وقرن قرار الاقالة بمحاكمة بن دغر وكأنه قد ارتكب جريمة يستحق عليها العقاب، ولكني لا اتفق معهم في هذا الجانب فحزب المؤتمر الشعبي العام اصبح ميتا عقب وفاة الرئيس السابق علي عبد الله صالح رحمة الله عليه وصار المؤتمر شبيه بالفزاعة التي يضعها المزارعون لتخويف الطيور، مثله مثل حزبي البعث والناصري اللذين ماتا بعد وفاة صدام حسين والزعيم جمال عبد الناصر. ختاما اعتقد بل صرت شبه متأكد إن القرارات الجمهورية الممهورة بتوقيع الرئيس هادي تشبه ما يفعله بعض الكفلاء السعوديين الذين يمنحون مكفولهم ورقة بيضاء عليها ختمهم وتوقيعهم وما على المكفول سوى املاء تلك الورقة باي شيء يرغب فيه ثم الذهاب بها الى هذا المكان او ذاك لانهاء معاملاته او ما يريده، تماما مثل قرارات الرئيس هادي حتى انه لا يعلم انها صدرت.