هو ذلك الشخص الذي عشت معه سنيناً وعملت معه وكان بالنسبة لي خصوصاً ولليمنيين عموماً مثلاً أعلى للعطاء والرجولة والمثابرة وحبه للأوطان وأبناء بلده وأبناء البلد الذي يعيش فيه ( المملكة العربية السعودية ). والقصة لا تكمن هنا ولكن تكمن في عمق التاريخ .. فذلك الرجل هو أحد أعيان قبائل مذحج الأبية ومن سنامها قبيلة مراد التي تنتشر في اليمن شمالاً وجنوباً وتنتشر في بقاع الوطن العربي وحتى في الصومال وارتيريا وجيبوتي ويعرف اجدادهم بحنكة العقل وسرعة البديهة . وقدر عرفوا على مر التاريخ بقوة الحجة وصفاء الذهن وحبهم وولعهم للقراءة والبحث العلمي وحياتهم كانت عبارة عن نشر الخير بين الناس . وكما يقال في المثل العربي لكن مع الأسف في وطني الغالي يقال (في ستين داهية) . هذا المثل انتشر كثيراً في الوطن العربي ولا يُعرف في أغلب الأحيان عن قصته فقد كان لقبائل مذحج حروب مع القبائل والشعوب المجاورة لها وكان ( الستون رجلاً ) الذين عُرفِوا بالدهاء والحنكة وكانوا هم من يقودون قبائل مذحج . كانوا على قلب رجل واحد .. كانوا دائماً ينتصرون في حروبهم إما قهراً وإما بحنكة المفاوضات ويكسبون قضاياهم مما جعل القبائل المحيطة بهم تخضع ولهم وتنكسر لأرادتهم .. وما كان من المتخالفين ضد هذه القبيلة الان أن تآمروا عليها مكروا بها وقُتل الستون رجلاً كي تنكسر تلك القبيلة الشامخة عبر التاريخ .. فكان لأعداء مذحج ما هدفوا اليه وتمت تصفية قاداتها وفعلاً خضعت تلك القبيلة في ظل الواقع المرير والصعب فترة من الزمن حتى خرج من أصلاب تلك القبيلة من أعادها الى مجدها وبدأ في الانتقام من كل من حَبَكَ لتلك المؤامرة حتى انه اسرف في القتل وكان يأتيه من يحاول أن يرده ويقول لقد أسرفت في القتل فيردد مقولته الشهيرة (في ستين داهية). من هذا الباب ومن هذا المنطلق أعرفكم بشخصية عرفت بالحنكة وهو من صلب تلك القبيلة المجيدة والتي ينتسب لها الكثير من الجزيرة العربية حتى المشرق العربي عبدالرحمن يوسف زيد أحمد ناصر القردعي السوادي رجل أعمال بدأ حياته في المملكة العربية السعودية .. تربى على يد والده مربي الأجيال في ذاك الزمان ونشأ في بيئة متزنة .. دائماً عندما يبحث عن عمله فهو يبحث قارئاً للتاريخ .. صاحب فكر نير يوجه الشباب نحو بناء مستقبلهم ودائماً ما يردد كلمته المشهورة ( الشباب عماد الأوطان ) خلال معرفتي به كان فذاً غير كل الذين عملت معهم في السابق او حتى الذين تعرفت عليهم فسياسة الباب المفتوح الذي عُرف بها دائماً .. كانت ولا تزال ميزة خاصة امتاز بها.. كان يأتي لمشاورته سعوديون وغير سعوديون وكان خير دليل ومرشد لمن يبحث عن النجاح .. عرف السياسة في اليمن واحتك بأهلها ولكنه كان يردد دائماً بأن حكومة علي عبدالله صالح لم تبني دولة وطنية وانما مع الأسف دولة خاصة به وزمرته وكان يقول دائماً ( ان الأوطان لا تبنى بهذه الطريقة ). لم يبني مجتمع صحي بل أنشأ مستعمرة متنفذين همهم الوحيد نهب ما في جيوب المساكين كالطيور التي تحوم على مرامي النفايات وكان كذلك يردد قوله ( اليمن جوهرة يبد فحام ) وهو مثل يمني مشهور. كان و لازال السوادي يؤمن بالثروة البشرية التي تمتلكها اليمن خلاف ما كان يردده المسؤولون اليمنيون من أن اليمن فقير وليس به موارد وأن اهل اليمن أهل عزم وبأس شديد ومن السهل توجيه الروح اليمنية لتعلم أي مهنة أو فكرة يتبناها . وكذلك من أقواله ( من يمتلك سلطة في اليمن ولم يستغل رجالها ونسائها وطاقاتها فهو رجل مخبول ) لقد كان من أوائل من قال أن الوحدة اليمنية بها شرخ بعد عام 94 وكان يردد إن الحروب وشعور الطرف الاخر بأنه مغتصب وسوف يؤدي بوحدة اليمن الى نفق مجهول.