في واحدة من أكثر التحقيقات الصحفية ذهولاً، كشفت وكالة "أسوشييتد برس" عن قيام جماعة الحوثي التي تحكم صنعاء بمنع الأممالمتحدة من توفير كميات كبرى من لقاح الكوليرا ولمدة تزيد عن العام، حيث كانت في طائرة رابضة في أحد المطارات بمنطقة القرن الأفريقي، هذا بالإضافة الى قيام مسئولين وقيادات فيها بالمتاجرة باللقاحات والأدوية المخصصة للقضاء على الوباء. وقالت الوكالة أنه وفي صيف عام 2017 ، قامت طائرة مستأجرة من الأممالمتحدة بالتوقف بمدرج أحد المطارات في منطقة القرن الإفريقي المحاذية لليمن، استعداداً لإكمال رحلتها الى اليمن بينما ينتظر المسؤولون الحصول على تصريح نهائي من سلطات الحوثي لإيصال "نصف مليون" جرعة من لقاح الكوليرا إلى اليمن. وأشارت الى أن جماعة الحوثي لم تعطِ لم يأت الضوء الأخضر للطائرة للتوجه إلى شمال اليمن، الأمر الذي أدى بدوره الى تأخير شحنة اللقاحات التي لم تصل حتى منتصف العام الماضي، وهو ما أدى تفشي المرض في نهاية المطاف مع أكثر من مليون حالة كوليرا مشتبه فيها - وهو أسوأ رقم لتفشي وباء كوليرا يتم تسجيله في العصر الحديث. الوكالة كشفت بأنها حصلت على معلومات حساسة من مسؤولين على دراية بالحادث أخبروها أن السبب الحقيقي هو أن المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على شمال اليمن رفضوا السماح بوصول اللقاحات ، واشترطوا من الأممالمتحدة أن تقوم بإرسال سيارات الإسعاف وغيرها من المعدات الطبية والإسعافية لقواتهم العسكرية كشرط لقبول شحنة اللقاحات، وهو ما أدى في نهاية المطاف الى تأخير موعد وصول اللقاحات لنحو عام كامل. الفضيحة لا تنتهي عند هذا الحد، بل قامت الوكالة بسرد تفاصيل صادمة عن عمليات فساد كبير مصاحب للجهود الدولية الرامية لمكافحة الوباء. وبحسب الوكالة فقد قال عمال ومسؤولو إغاثة إنهم رأوا مؤشرات تؤكد على أن قيادات في جماعة الحوثي قاموا بنهب الأموال والإمدادات العلاجية اللازمة للتطعيم ضد الكوليرا، ثم باعوها في السوق السوداء. في بعض الحالات ، كانت مراكز العلاج ضد الكوليرا موجودة على الورق فقط على الرغم من أن الأممالمتحدة قد صرفت أموالًا لتمويل عملياتها ، وفقًا لما ذكره اثنان من مسؤولي المساعدات المطلعين على المراكز.
