يشهد سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية إنهيارا متواصلا؛ إذ وصل حتى هذه اللحظة سعر الريال السعودي إلى 149 ريال في عدن ، وإلى 148 ريال في صنعاء؛ وفقا لافادة مصادر مصرفية ل"المشهد اليمني". في السياق اكد خبير اقتصادي أن العوامل (غير الاقتصادية) هي من تتحكم باتجاهات أسعار الصرف في سوقنا المحلية وأن قوى نفوذ (سياسية واقتصادية) هي صاحبة التأثير الأكبر في اتجاهات أسعار الصرف محليا. وقال الدكتور مساعد القطيبي استاذ الاقتصاد بجامعة عدن، في نشر على صفحته بالفيسبوك أن اسعار الصرف منذ بداية رمضان لم تتحسن بل العكس من ذلك نجد أنها في حالة تدهور نسبي، فاليوم سعر صرف الدولار بلغ تقريبا 550 ريال لكل دولار، كذلك بلغ سعر الريال السعودي 145ريال يمني. وانوه القطيبي الى انه عادةً ما تتحسن أسعار الصرف للريال اليمني خلال شهر رمضان وذلك لسببين رئيسيين: السبب الأول: أن الطلب على العملات الأجنبية من قبل التجار عادة ما ينخفض خلال شهر رمضان المبارك، وذلك لأن تأمين عملية استيراد السلع الاستهلاكية والملابس على وجه التحديد والتي يزيد طلبها خلال شهر رمضان وعيد الفطر غالبا ما تتم قبل حلول شهر رمضان المبارك، وبالتالي فإن معظم التجار يتوقفون عن الاستيراد خلال شهر رمضان المبارك، ومن شأن هذا أن يخفّض من حجم الطلب على العملات الأجنبية اللازمة للاستيراد، وانخفاض الطلب على العملات الأجنبية سيؤدي دون شك الى تحسّن في أسعار صرف العملة المحلية مقابل تلك العملات. اما السبب الثاني: وهو أن الطلب على السلع الاستهلاكية من قبل المستهلكين والذي عادة ما يزيد بصورة كبيرة مع حلول شهر رمضان المبارك سيدفع بالكثير من العائلات الى القيام بصرف جزء من مدخراتها من العملات الأجنبية لمواجهة احتياجات شهر رمضان وخصوصا تلك العائلات التي تعتمد بصورة كبيرة في دخولها على تحويلات المغتربين من أبنائها أو تلك التي يتقاضى أبنائها مرتبات بالريال السعودي، (وبالمناسبة فإن هذه العائلات تشكل الحجم الأكبر من الطلب في السوق المحلية)، وكذلك الحال مع اقتراب عيد الفطر المبارك تقوم تلك العائلات بصرف جزء من مدخراتها لتلبية متطلبات العيد من ملابس وغيرها. ولفت القطيبي الى انه في كلا الحالتين يؤدي زيادة الانفاق للعملات الأجنبية من قبل تلك العائلات الى زيادة كمية المعروض من النقد الأجنبي في السوق المحلية وهو ما يفترض أن يؤدي الى انخفاض في أسعار العملات الأجنبية مقابل العملة المحلية وذلك في ظل انخفاض حجم الطلب عليها نتيجة انخفاض حجم الاستيراد خلال هذه الفترة، وهو السيناريو الذي كان يحدث بصورة شبه مكررة خلال السنوات الماضية، ولعل البعض يتذكر حالة التحسن النسبي التي طرأت على أسعار الصرف خلال شهر رمضان الماضي. وتشهد اسعار صرف العملات خلال شهر رمضان حالة عدم استقرار امام الريال اليمني.