دخل الحل السياسي في مدينة الحديدة الساحلية (غرب البلاد) في حالة "جمود" بعد الاتهامات الحكومية لمبعوث الامين العام للامم المتحدة إلى اليمن البريطاني مارتن غريفيث بعدم "الحياد" وانحيازه للحوثيين. وتتواصل المعارك بين طرفي الصراع في الحديدة، حتى اللحظة، ويتبادل الطرفان الاتهامات باختراق وقف اطلاق النار المعلن في ديسمبر 2018. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي وجه رسالة الاسبوع الماضي وصفت ب"شديدة اللهجة" إلى امين عام الاممالمتحدة أكد خلالها أنه لن يقبل باستمرار التجاوزات من المبعوث الأممي. وذلك على خلفية الإفادة التي قدّمها المبعوث لمجلس الأمن في 15 مايو الجاري، واصفاً إياها بأنها "نموذج للخرق الفاضح للتفويض الذي مُنح له من الأمين العام، بعد أن قام علانية بالإشادة بمجرم حرب (عبد الملك الحوثي)، وتقديمه كحمامة سلام، وهو ضمن العقوبات التابعة للأمم المتحدة". وذكرت قناة "المسيرة" الناطقة باسم ميليشيا الحوثي الانقلابية في خبر عاجل بثته قبل قليل، أن القوات المشتركة قصفت ب12 صاروخ كاتيوشا و10 قذائف مدفعية على قرية محل الشيخ ومحل سابحة و7 يوليو في مدينة الحديدة. وأشارت القناة إلى أن من وصفتها ب"قوى العدوان" قصفت ب15 قذيفة على منازل وممتلكات المواطنين بقرية الكوعية الخباتية في مديرية الدريهمي، و39 قذيفة مدفعية على قرية ملكيد في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا، جنوبالحديدة. ووقعت الحكومة الشرعية والحوثيون في ديسمبر الماضي في العاصمة السويدية ستوكهولم إلى اتفاق لانسحاب المسلحين من الحديدة، وإيصال المساعدات إلى تعز. وأعلنت ميليشيا الحوثي الانقلابية في 14 مايو الجاري، انهم أنهوا انسحابهم من طرف واحد من موانئ؛ الحديدة، رأس عيسى، الصليف، وهي خطوة اعتبرتها الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً "مسرحية هزلية". وقال خبراء في حديث ل"المشهد اليمني" إن الحل في الحديدة لن يكون "سياسياً" على الاطلاق في ظل تجاوزات الحوثيين و"مزاجيتهم" في تنفذ الاتفاق المتعلق بالمدينة. وأوضح المحلل السياسي، حسين السلامي، أن الميليشيا الحوثي تظهر وباستمرار بشكل "مراوغ" و"مراهقة سياسية" في محاولة لكسب الوقت وفرض أمر واقع في الحديدة. وأكد السلامي أن "الخيار العسكري أصبح هو آخر الحلول بعد تعنت الحوثيين وتعاملهم باستهتار مع الاتفاقيات الدولية". إلى ذلك، ذكر موقع "سبتمبرنت" التابع للجيشالوطني، أن ميلشيا الحوثي الانقلابية فتحت، الاربعاء، النار على المواطنين في الطرقات والمزارع المحاذية لمنطقة الجبلية في مديرية التحيتا جنوبي المحافظة. وقالت مصادر عسكرية تتبع الحكومة الشرعية، إن قناصة تابعين للمليشيات الحوثية نفذوا، أمس الاربعاء، عمليات استهداف وقنص واسعة على مواقع القوات المشتركة وألوية العمالقة في مدينة الصالح بأطراف الحديدة. وأوضحت المصادر أن الميلشيا قامت شنت أيضاً قصفاً مدفعياً وصفته ب"العنيف" على مواقع العمالقة والقوات المشتركة شرق مديرية الدريهمي واستخدمت خلاله مدفعية الهاون الثقيل من عيار 120 والمدفعية من عيار 82 وبقذائف مدفعية الهاوزر الثقيلة. وقالت المصادر إن "المليشيا أطلقت النار بشكل متقطع من سلاح 12.7 ومختلف أنواع الأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة مستهدفة المواقع التي يتمركز فيها جنود القوات المشتركة في الدريهمي وأدت لإصابة أحد الجنود في صفوف القوات المشتركة بجروح متفاوتة". واستخدمت الميلشيا في قصفها الأسلحة الرشاشة المتوسطة من عيار 14.7 وبسلاح الدوشكا وبالأسلحة القناصة. ودخل اليمن في أتون حرب أهلية منذ اجتياح ميلشيا الحوثي العاصمة صنعاء وانقلابها على السلطة الشرعية المتوافق عليها دولياً. وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً بهدف انهاء انقلاب الحوثيين واعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى اليمن.
